logo
العالم العربي
خاص

"الرهان الأخطر".. هل يصبح كوشنر مبعوثاً لترامب في إيران؟

ترامب رفقة صهره كوشنرالمصدر: أ ف ب

أثار تداول فكرة إسناد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهمة فتح قنوات تفاوض جديدة مع طهران إلى صهره ومستشاره، جاريد كوشنر، مفاجأة واسعة داخل الأوساط السياسية والدبلوماسية المعنية بمتابعة الأزمة الأمريكية–الإيرانية، وفي مقدمتها إسرائيل. 

يأتي ذلك التطور في ظل ارتفاع حدة التقديرات حول إمكانية تنفيذ ضربة عسكرية مشتركة من الولايات المتحدة وإسرائيل، يُتوقع أن تترك أثراً أشدّ على قدرات النظام الإيراني النووية والصاروخية مقارنة بما أحدثته حرب الـ12 يوما في يونيو/ حزيران الماضي.

وبحسب مصدر دبلوماسي عربي في نيويورك، فإن فرص تولّي كوشنر دورًا تفاوضيًا مع إيران ارتفعت داخل دوائر أمريكية بعد الدور الذي أداه في اتفاق غزة. غير أن هذا الطرح لا يزال محلّ انقسام داخل إدارة ترامب؛ إذ يعارض فريق أي انخراط تفاوضي مع طهران، معتبرًا أن الأخيرة تستغل الوقت لإعادة تعزيز برنامجها الصاروخي، وأن الخيار العسكري هو الأنسب. في المقابل، يؤيد فريق آخر التوجه نحو المفاوضات، لكنه لا يرى أن كوشنر هو الشخص المناسب لتولي هذا الملف الحساس.

وأضاف المصدر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن كوشنر لديه مشروع "صفقة" تشمل اتفاقات جديدة قائمة على "جدول حوافز" مقابل تعامل إيران مع مستقبل برنامجها النووي والصاروخي والميليشيات في المنطقة، بشكل يقلل مخاطر هذه العناصر دوليا وإقليميا، ولكن ترامب يختلف مع أفكار فيها. 

أخبار ذات علاقة

كوشنر وترامب

دور "حاسم" في غزة.. هل تتجه دبلوماسية صهر ترامب نحو إيران؟

بالون اختبار

في هذا الصدد، يرى الدبلوماسي الأمريكي السابق بيتر همفري أن طرح اسم كوشنر في هذا السياق لا يتجاوز كونه "بالون اختبار" من جانب الرئيس ترامب، هدفه جسّ نبض المعارضين داخل الإدارة لأي تحرك تفاوضي مع إيران.

وأفاد همفري، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يضع ثقة كبيرة في صهره كوشنر، ويُنسب إليه الفضل في إنجاز اتفاقيات عدة في الشرق الأوسط شارك فيها بدور محوري، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن كون كوشنر يهوديًا يجعل الإيرانيين يرفضون أي مسار تفاوضي يكون هو طرفًا فيه.

ويؤكد همفري أن اختيار ترامب صهره للتفاوض مع إيران قد تعتبره الأخيرة إهانة كبيرة، مما يعمق صعوبات إمكانية التفاوض بين واشنطن وطهران، متوقعا فشل أي مسار تفاوضي بين الولايات المتحدة وإيران إذا حدث هذا التكليف، مستبعدا أن يقوم ترامب بذلك وأن الأمر لن يتجاوز كونه "بالون اختبار".

فرص شبه معدومة

بدوره، يستبعد الباحث في الشؤون الإيرانية، الدكتور نبيل الحيدري، أن يُقدم الرئيس ترامب على تعيين كوشنر ليكون مفتاح حلّ المفاوضات بين واشنطن وطهران، موضحًا أن صِلة كوشنر الوثيقة بإسرائيل تجعل فرص قبوله من الجانب الإيراني شبه معدومة.

وذكر الحيدري، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأهم من ذلك، أن الشروط الأمريكية حول المفاوضات النووية مع إيران قائمة على "الإذلال" أي تنازل طهران عن برنامجها النووي كاملا بشكل أسوأ كثيرا من شروط عام 2015، وأن تستسلم بالكامل وإلا سيكون مصيرها الضربة العسكرية، لذلك فإن عملية التفاوض مستبعدة.

واعتبر الحيدري أن إذابة الجليد بين واشنطن وطهران من الصعب عمليا في وجود ترامب، بعد ما رأيناه من الضربة الأمريكية والإسرائيلية في حرب الـ12 يوما، وطهران ليس بينها وبين واشنطن سوى الاستسلام حيث لا يتوفر لها خيار آخر.

أخبار ذات علاقة

العلمان الإيراني والأمريكي مع قطع الشطرنج

البداية من إيران.. ترامب يريد التفرغ لـ"معاركه" الكبرى في المنطقة بعد غزة

ضربة قاصمة

بحسب الحيدري، ليس هناك أي مسار أو وسيلة حتى لو بسيطة للتسهيل على إيران في إجراء التفاوض، وفي حال استسلام طهران بتسليم النووي، لا سيما بعد خسارتها في سوريا بسقوط نظام الأسد وما جرى لميليشيا حزب الله في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وفقدان قياداتها وإمكاناتها العسكرية، لا يبقى لها أوراق قوية للتفاوض.

واستكمل الحيدري بأن الضربة القادمة على إيران ستكون قاصمة على أثر المتغيرات التي جرت بعد حرب الـ12 يوما، في وقت يعيش فيه الشعب الإيراني أعلى درجات التذمر والغضب ضد الحكومة، وهو ما انعكس في استطلاع جاء فيه أن أكثر من 95% من الشعب ناقم على النظام، وهو ما يظهر أن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أسوأ مراحله. 

واستطرد الحيدري قائلاً إن مجمل التطورات الحالية يشير إلى احتمال توجيه ضربة أمريكية، وربما مشتركة مع إسرائيل، ضد النظام الإيراني، على أن تكون أكثر قوة وفاعلية من حرب الـ12 يوما. وأضاف أن أي تحرك عسكري بهذا الحجم سيُسقط خيار التفاوض من الحسابات، ولن تبقى هناك جدوى من البحث عن مفتاح للحل في هذه المرحلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC