logo
العالم العربي

مستشار السوداني لـ"إرم نيوز": مشروع عراقي سيُطلق خلال القمة العربية

مستشار السوداني لـ"إرم نيوز": مشروع عراقي سيُطلق خلال القمة العربية
عائد الهلالي مستشار رئيس الوزراء العراقيالمصدر: وسائل التواصل
15 مايو 2025، 10:37 ص

أكد عائد الهلالي، مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن القمة العربية في بغداد، تُعد محطة مفصلية في سياق إعادة العراق إلى موقعه الطبيعي كلاعب إقليمي، مشيرًا إلى مشروع سيطلقه العراق خلال القمة يرتكز على رؤية تهدف إلى التهدئة الإقليمية، وتعزيز التكامل الاقتصادي، وتشجيع الحوار بدل التصعيد.

 

 

وأضاف في حوار مع "إرم نيوز"، أن بغداد حرصت على أن تكون القمة منصة لحوار حقيقي بين الدول العربية، تتجاوز فيها الملفات التقليدية نحو مبادرات اقتصادية وتنموية وأمنية قابلة للتنفيذ، مؤكدًا أن العراق يسعى لترسيخ صورة جديدة قائمة على التهدئة والتكامل، لا على الصراعات والمحاور.

وتالياً نص الحوار:

ما الذي يميز هذه القمة عن سابقاتها من حيث الحضور والملفات المطروحة؟

تتميّز قمة بغداد بانعقادها في لحظة إقليمية دقيقة، في عاصمة كانت لسنوات ساحة صراعات، لكنها اليوم تُعيد تقديم نفسها كمركز للحوار والتشاور في القضايا الإقليمية والدولية.

الحضور سيكون نوعياً وعلى مستوى رفيع من الملوك، والرؤساء، والزعماء، أما الملفات المطروحة فتتجاوز الطروحات التقليدية، لتشمل مبادرات اقتصادية، وأمنية وتنموية، إلى جانب مقترح عراقي يُرجح أن يكون محط نقاش موسّع خلال الجلسات.

 كيف تصفون استعدادات بغداد وتحضيراتها لهذه القمة على مختلف المستويات؟

أظهرت بغداد جاهزية عالية على المستويات السياسية واللوجستية والأمنية، في مؤشر على رغبة حقيقية في تقديم صورة جديدة عن العراق كبلد قادر على تنظيم فعاليات كبرى بكفاءة، كما تعكس هذه التحضيرات امتلاك العراق لخطاب دبلوماسي متوازن، يسعى إلى بناء جسور لمعالجة الصراعات برؤية جديدة.

على مدى السنوات الأخيرة، قدمت بغداد نفسها كلاعب تهدئة مهم، يسعى لإحداث توازنات على المستويات السياسية والإقليمية والدولية.

 ما المكاسب المتحققة للعراق من القمة؟

المكسب الأبرز يتمثل في إعادة تموضع العراق إقليميًا كدولة فاعلة لا متلقية، وتعزيز ثقة العالم العربي بقدرة بغداد على قيادة حوار جامع، كما أن الأثر الاقتصادي والدبلوماسي غير المباشر سيكون حاضراً، عبر فتح قنوات جديدة للتعاون والاستثمار، إلى جانب تعزيز الاستقرار السياسي الداخلي، من خلال إثبات قدرة الدولة على إدارة ملفات بهذا الحجم والتعقيد.

بعد سنوات من الحروب التي شوّهت صورة العراق، تسعى بغداد اليوم لتقديم وجه إيجابي يعكس واقعاً أكثر استقراراً وأمناً.

 هناك "تشويش" يبدو متعمدًا على ملف القمة، فكيف تفسرون ذلك؟ وهل التهويل بشأن الصرفيات جزء من السجال السياسي؟

يمكن تفسير هذا التشويش على أنه جزء من السجال السياسي الداخلي، إذ تحاول بعض الأطراف استثمار حدث القمة لأغراض تتصل بكسب الرأي العام أو تصفية حسابات سياسية.

 التهويل في أرقام الصرفيات، دون تدقيق أو مقارنة مع فعاليات مشابهة في دول أخرى، يُستخدم أحياناً للتقليل من أهمية الإنجاز الدبلوماسي المتمثل في استضافة القمة، ومع اقتراب الانتخابات، يصبح من الطبيعي أن تُوظّف بعض التفاصيل لأهداف داخلية، رغم أن القمة تُعد مكسباً للدولة لا لحزب أو جهة بعينها.

تقارير تتحدث عن مشروع عراقي سيُطرح في القمة.. هل يمكن الحديث عن ملامحه؟

يرتكز المشروع العراقي المتوقع على رؤية تهدف إلى التهدئة الإقليمية، وتعزيز التكامل الاقتصادي، وتشجيع الحوار بدل التصعيد، خاصة بين الدول ذات المصالح المتقاطعة كتركيا، وإيران، وسوريا، ودول الخليج.

العراق يطرح نفسه كوسيط نزيه، مستفيداً من موقعه الجغرافي وعلاقاته المتوازنة مع مختلف الأطراف، ويسعى لتأسيس منصة حوار عربي-إقليمي فعالة، وهذه الرؤية بُنيت على خطوات عملية، من بينها اتفاقات اقتصادية، ومشاريع تنموية، ومبادرات استراتيجية قد تُحدث أثراً طويل الأمد في موقع العراق ودوره الإقليمي.

قال رئيس الوزراء إن العراق سيسهم في رسم ملامح الشرق الأوسط.. ما صورة هذا الشرق كما يراها العراق؟ وهل هو قادر فعلاً على تحقيق ذلك؟

الصورة التي يطمح العراق لتحقيقها هي شرق أوسط أقل صراعاً وأكثر استقراراً، تُوظف فيه الثروات للتنمية لا للحروب، فالعراق يسعى ليكون لاعباً فاعلاً لا ساحة صراع، ويملك من المؤهلات ما يدعمه في هذا الاتجاه، مثل موقعه الاستراتيجي، وموارده الطبيعية، ووزنه السياسي، لكن هذا الدور يتطلب استثماراً حكيماً لهذه العوامل، عبر سياسة خارجية متوازنة، تعتمد على الدبلوماسية المنتجة، وهي سياسة بدأت تؤتي ثمارها في السنوات الأخيرة، حيث تحولت بغداد إلى نقطة جذب للشركاء الإقليميين والدوليين.

كيف تنظرون إلى مسألة التمثيل السياسي للدول العربية، خاصة مع تزامن قمة بغداد مع قمة الرياض؟ وهل اعتذار الرئيس السوري أراح بغداد من الإحراج؟

رغم أن التزامن قد يُفسّر كتنافس رمزي على الزعامة العربية، إلا أنه من زاوية أخرى يُظهر حيوية المشهد السياسي العربي، اعتذار الرئيس السوري ربما خفف عن بغداد بعض الإحراج الدبلوماسي، خصوصاً في ظل تعقيد العلاقات العربية السورية، لكن في العمق، تبقى بغداد قادرة على خلق مساحة جامعة تستوعب توازنات المنطقة، وتقدّم نموذجاً متزناً في مقاربة الملفات الشائكة.

 بعد القمة، هل تعتقدون بحدوث تحول في مسار المنطقة؟ وهل يمكن اعتبار هذه الدورة استثنائية؟

الفرصة قائمة لتحول تدريجي في مسار المنطقة، خاصة إذا نجحت بغداد في تثبيت نفسها كعاصمة للحوار. لطالما قيل إن الجامعة العربية تحتضر، لكن هذه الدورة قد تكون بداية جديدة، إذا استطاعت القمة أن تنتج مبادرات واقعية ومدروسة.

 العراق يطمح لقيادة حوار عربي وعربي - إقليمي فاعل، ويمتلك أفكاراً متقدمة في ملفات مثل الاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، وأزمة المياه، والبطالة، وإذا تم تبني هذه المشاريع بشكل مؤسسي، وتحديد رؤية خمسية أو عشرية فسيكون بإمكان الحكومات العربية الانطلاق نحو تكتل اقتصادي مؤثر، يشبه نماذج الاتحاد الأوروبي أو البريكس أو آسيان، وهو ما يُعد تحوّلاً نوعياً في ظل حالة التشرذم التي عاشها العالم العربي طويلاً.

أخبار ذات علاقة

إسماعيل قاآني وقاسم الأعرجي

قاآني في بغداد قبل القمة العربية.. تصعيد أم تهدئة؟

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC