أفادت منصات سورية، السبت، بتفكيك مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية قرب منطقة التنف، ليُطوى بذلك فصل طويل من المعاناة التي استمرت سنوات، وشهدت ظروفاً إنسانية قاسية تفاقمت بسبب الحصار ونقص المياه.
المخيم، الذي وصف بأنه "الأسوأ" منذ بداية الأزمة، كان يقبع في مثلث صحراوي ناءٍ على الحدود الفاصلة بين سوريا والأردن والعراق، بعيدًا عن أنظار العالم واهتمامه.
عُرف الركبان بكونه نموذجا لكارثة إنسانية طويلة الأمد، إذ عانى النازحون نقصا مزمنا في الغذاء والدواء، وواجهوا قساوة الطقس في خيام بالية لا تقيهم برد الشتاء أو حر الصيف.
حالات الوفاة بين الأطفال نتيجة البرد أو نقص الرعاية الطبية كانت حاضرة في روايات الناجين، في حين كانت المساعدات الإنسانية شحيحة ومتقطعة، بسبب تعقيدات الوصول والسياسة.
المخيم لم يكن فقط بؤرة إنسانية منسية، بل ظل موضع جدل أمني منذ سنوات.
بعد هجوم إرهابي دموي في 2016 أدى إلى مقتل ستة جنود أردنيين، قررت عمّان إغلاق حدودها مع المنطقة، لتبدأ عزلة مطبقة أغلقت معها أبواب الخروج والدخول.
وزاد الوضع تعقيدًا مع ورود تقارير تتحدث عن تسلل محتمل لعناصر من تنظيم داعش بين صفوف النازحين، ما أضفى على الملف طابعا أمنيا حساسا حال دون أي تحرك دولي فعال.
ومنذ تأسيسه عام 2016، شهد المخيم ارتفاعا سريعا في أعداد النازحين الذين وصلوا إلى نحو 75 ألفا في ذروته.
ومع المبادرات الروسية عامي 2018 و2019، بدأت عمليات إجلاء محدودة، أدت إلى عودة نحو 18 ألف شخص إلى مناطقهم داخل سوريا.
في ديسمبر 2024، مع سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من الصراع، فُتح الباب أمام تسريع وتيرة عودة من تبقى من قاطني المخيم إلى الداخل السوري، وأغلق المخيم أخيرا.