شكل الهجوم الذي استهدف معسكر تدريب تابعا للواء غولاني أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، جنوبي حيفا مساء الأحد، مفاجأة كبيرة للدولة العبرية، بعد أن تمكنت مسيرة لميليشيا حزب الله اللبناني من اختراق القبة الحديدية وتنفيذ أكبر ضربة منذ بدء الحرب على غزة وفق الاعترافات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 جنود وإصابة 67، منهم 7 بحالة خطيرة؛ إثر استهداف مسيرة لقاعة الطعام داخل المعسكر بينما كان المجندون يتناولون طعام العشاء، بعد أن أطلقت صاروخًا على المعسكر.
وفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقًا موسعًا في الحادثة خصوصًا أنها تمت بدون تفعيل صافرات الإنذار، وتأتي بالتزامن مع ترقب رد تل أبيب على الهجوم الإيراني الذي استهدفها بالصواريخ قبل أكثر من أسبوعين.
وأثار هجوم حزب الله تساؤلات حول إن كان هذا الحدث سيكون سببًا في تأخير إضافي للرد الإسرائيلي على إيران، الذي توعدت فيه تل أبيب، ودفع واشنطن إلى إرسال أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدمًا في العالم "ثاد"؛ لحماية إسرائيل من رد على الرد.
ورأى الخبير السياسي والاستراتيجي عامر السبايلة، أن هجوم حزب الله الأخير "يعتبر إحدى الأوراق التي كانت تهدف إلى تأخير الرد الإسرائيلي على إيران باعتبار أن أي نوع من أنواع الفوضى ونقلها إلى الداخل الإسرائيلي يمكن أن يشكل هاجسًا لدى الدولة العبرية ويجعلها تعيد التفكير بحساباتها".
وقال السبايلة لـ"إرم نيوز": "أعتقد أن سيناريو الرد على إيران منفصل عما جرى من قبل حزب الله".
وأوضح أن "سيناريو الرد على إيران أخذ بعين الاعتبار التهديد الأمني الذي يمكن أن يأتي من عدة جبهات وإحداها جنوب لبنان".
من جانبها، رأت أستاذة العلوم السياسية في جامعة اليرموك "شذى الليالي" العيسى، أن "هجوم حزب الله الأخير بالتأكيد سيجعل إسرائيل تعيد حساباتها بالرد على إيران".
وأوضحت العيسى لـ"إرم نيوز" أن "الطائرات الانقضاضية التي نفذت العملية كانت تسير تحت مستوى الرادار وتمت بالتزامن مع ضرب حزب الله لمواقع أخرى في نفس الوقت لتشتيت دفاعات إسرائيل".
وأضافت أن "إسرائيل دخلت في حرب استنزاف شرسة وهو ما أثر على دفاعاتها الجوية التي أصبحت في حالة ضعف شديد، وبالتالي فإن أي رد إيراني على الرد الإسرائيلي يعني إنهاكًا جديدًا لدفاعاتها الجوية وموقفها السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ الأمر الذي لن يكون في صالحها أبدًا".
ولفتت إلى "مخاوف الإسرائيليين من تلقي ضربات سواء بالصواريخ أو بالمسيرات دون تفعيل صافرات الإنذار، وهو الأمر الذي يجعل إسرائيل تفكر مرارًا وتكرارًا قبل محاولة الرد على إيران هذه المرة".