شنّ الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، سلسلة غارات عنيفة على بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، في ردّ انتقامي على العملية التي أثارت جدلًا واسعًا وأسفرت عن مقتل وإصابة 19 جنديًا إسرائيليًا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة "إكس"، "قوات من القيادة الجنوبية تكثف الضربات ضد حماس في منطقة بيت حانون: عشرات الطائرات المقاتلة تشن موجهة غارات خلال الساعة الماضية".
وأضاف: "شن الجيش قبل قليل من خلال عشرات الطائرات الحربية غارات استهدفت أكثر من 35 هدفًا لحماس في منطقة بيت حانون في شمال قطاع غزة".
وأوضح أنه "من بين الأهداف المستهدفة بنى تحتية تحت الأرض لحماس في المنطقة".
وتُظهر تسجيلات ميدانية اندلاع حرائق وهجمات إسرائيلية متزامنة في عدة مواقع داخل المدينة، التي باتت محاصرة بحزام ناري كثيف يُنفذ بشكل شبه متواصل.
وتُقدّر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن العشرات من عناصر حماس ما زالوا يتحصّنون داخل بيت حانون، ويختبئ العديد منهم في شبكة أنفاق معقدة تحت الأرض، بحسب القناة "12" العبرية.
وتصف المصادر الإسرائيلية القتال الدائر في المدينة بأنه "معقد وشاق"، نظرًا لكونها واحدة من أبرز معاقل حركة حماس، في وقت تركز فيه تل أبيب جهودها العسكرية على "القضاء على البنية القتالية" للحركة هناك.
وتأتي العملية بعد أيام من الكمين الذي أوقع قتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي، ومنذ ذلك الحين بدأت القوات تنفيذ تطويق تدريجي للمدينة، الواقعة على بعد 3 كيلومترات فقط من السياج الحدودي.
وتُنفّذ هذه العملية، التي كانت مُخططة حتى قبل وقوع الكمين، وفق أسلوب يُعرف عسكريًا بـ"الطحن والسحق"، حيث تُسيطر القوات على أجزاء من المدينة مع كل توغل جديد، حتى بلوغ المنطقة المركزية المستهدفة.
ووفق بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، انضمت فرقة قتالية من لواء جفعاتي، تحت قيادة الفرقة 162، إلى قوات الفرقة 99 للمشاركة في عملية تطويق بيت حانون.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن الهدف المباشر للعملية هو "تفكيك القدرات القتالية لحماس داخل المدينة"، وضمان عدم تمكن الحركة من إعادة بناء بنيتها التحتية أو تفعيل خلاياها من جديد.
وإلى جانب ذلك، تسعى إسرائيل لتحقيق هدف بعيد المدى يتمثل في تأمين الظروف لإعادة مستوطني البلدات المحاذية للقطاع، مثل نتيف هعسرا ومعبر إيرز، بعد انتهاء الحرب.