انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
أظهرت عمليات أخيرة لحركة حماس في غزة تحولها نحو تكتيكات حرب العصابات، إذ بدأت الحركة التي أُنهكت، على مدى 21 شهراً، من الحرب شن هجمات باستخدام القوة المميتة، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وفي أحدث تلك الهجمات، قُتل 5 جنود إسرائيليين، وجُرح 14 آخرون، بعضهم إصاباتهم خطيرة، في كمين نصبته حماس بمدينة بيت حانون، شمال شرقي غزة، الأسبوع الماضي.
وطوال الحرب، اضطرت القوات الإسرائيلية للعودة إلى أجزاء من غزة عدة مرات مع عودة حماس إلى الظهور في المناطق التي زعمت أنها طهرتها. وتُظهر سلسلة الهجمات الأخيرة أن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس لا يزال بعيد المنال.
وصرحت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بأن هجوم، يوم الإثنين، وقع "في منطقة ظنها الاحتلال آمنة بعد أن بذل كل ما في وسعه".
وفي بيان لها، وصفت حماس الحرب بأنها "معركة استنزاف" تُشن ضد إسرائيل، وهي معركة ستحاول فيها ضمّ المزيد من الجنود الذين أسرتهم خلال هجمات 7 أكتوبر.
وقالت حماس: "حتى لو نجحت، مؤخراً، بأعجوبة في تحرير جنودها من الجحيم، فقد تفشل لاحقاً، تاركة لنا المزيد من الأسرى".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، هرتسي هاليفي، قال، في يناير/كانون الثاني، إن تل أبيب قتلت 20 ألف مقاتل من حماس، إلا أن مسؤولاً عسكرياً كبيراً أكد في وقت سابق من هذا العام أن الحركة جندت مقاتلين جدداً أيضاً، مما أدى إلى تجديد صفوفها.
وما تبقى هو مجموعة من الخلايا المسلحة ضعيفة التنظيم، قادرة على تنفيذ هجمات خاطفة، مستخدمة ما تبقى من شبكة أنفاق غزة للتنقل والاختباء، وفقًا للواء المتقاعد يسرائيل زيف، الرئيس السابق لمديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي.
ويشير زيف إلى أن حماس حظيت بوقت كافٍ لدراسة آلية عمل الجيش الإسرائيلي، وأنها تستغل ذلك لصالحها، مضيفاً: "حربها مبنية على نقاط ضعفنا. إنها لا تدافع عن الأرض، بل تبحث عن أهداف" وفق تعبيره.
ويعتقد أن الضغط على القوة البشرية العسكرية الإسرائيلية، سمح لحماس باستغلال نقاط الضعف، حتى في حالتها الضعيفة، مشيراً إلى تحول الحركة نحو حرب عصابات تعمل في خلايا صغيرة، مستندة إلى وفرة من المتفجرات.
وقد صعّب العمل كمجموعات لامركزية ومستقلة على إسرائيل استهداف هيكل قيادي متماسك. وفي الشهر الماضي، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي بأنه أصبح من الصعب استهداف ما تبقى من حماس بفعالية. وقال: "أصبح تحقيق الأهداف التكتيكية أصعب الآن".
واستنفدت حماس، منذ زمن طويل، معظم ترسانتها الصاروخية، ولم تعد قادرة على إطلاق سوى صواريخ متفرقة ذات تأثير شبه معدوم. لكن قدرتها على التنقل بين أنقاض غزة، مزوّدة بعبوات ناسفة بدائية الصنع مُنتقاة من عشرات الآلاف من الذخائر الإسرائيلية، حوّلت ركام القطاع المحاصر إلى مصدر صمود، وفقا للتقرير.
ومع مواجهة عصابات مسلحة في جنوب غزة وسكان عبّروا عن غضبهم العلني من حماس، وجدت الحركة سبيلاً لمواصلة القتال، مُجبرة على دفع ثمن باهظ مع كل أسبوع يمر دون وقف إطلاق نار.
وحتى مع استمرار المحادثات في الدوحة وظهور بعض المؤشرات على التقدم، لا يزال وقف إطلاق النار بعيد المنال، حيث عجز الوسطاء حتى الآن عن سد الفجوات الرئيسة بين الجانبين. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن العاصمة إن على حماس إلقاء سلاحها، والتخلّي عن قدراتها العسكرية والحكومية، وإلا ستستأنف إسرائيل الحرب.
لكن حماس لم تظهر أي استعداد لتقديم مثل هذه التنازلات الكبرى في المفاوضات، والهجمات الأخيرة هي مؤشر على القوة التي لا تزال تتمتع بها.