واجهت عملية "خمسة أحجار" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية انتقادات لاذعة من ضباط ميدانيين أكدوا فشلها في تحقيق أهدافها.
ونقل موقع "والا" العبري عن ضباط ميدانيين، أن معظم المطلوبين هربوا نتيجة "معلومات استخباراتية متحيزة" وتنفيذٍ خالف الطبيعة الجغرافية.
ورغم تأكيد رئيس الأركان إيال زامير على أهمية العملية لإحباط تشكيل بنى عسكرية جديدة، يرى الضباط أن الجيش يكرر "نموذج المداهمات" الذي أثبت فشله في جنين وغزة، خشية التورط في احتلال المنطقة واستنزاف القوات.
وأطلقت قوات القيادة المركزية، بقيادة اللواء آفي بلوت، مؤخرًا عملية واسعة النطاق باسم "خمسة أحجار" في الضفة الغربية، تركزت على محيط مدينة طوباس.
وانطلقت العملية بغارة للجيش الإسرائيلي على مدينة طوباس، بالتوازي مع أنشطة واسعة في طمون ومحافظة نابلس. وتمت محاصرة طوباس تدريجيًا، حيث أُغلقت الطرق الرئيسية بواسطة آليات هندسية ثقيلة، وفرض حظر تجول في الشوارع مع استثناءات محددة لمرور سيارات الإسعاف والمرضى خلال فترات استراحة منسّقة.
وقالت مصادر استخباراتية إن عناصر من جنين ونابلس تحرّكوا باتجاه طوباس بهدف التواصل مع عناصر محليين من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، في محاولة لتشكيل "كتيبة" جديدة وإقامة بنية تحتية مشابهة لتلك التي دمّرها الجيش الإسرائيلي سابقًا في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل ستة عناصر “على مختلف الحواجز، وليس في طوباس فقط”، كما أعلن تدمير شقة يُشتبه بأنها استخدمت لإدارة العمليات، والعثور على عشرات الكيلوغرامات من المواد ثنائية الاستخدام المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة. كذلك ضبطت القوات عشرات الآلاف من الشواكل المخصّصة لتمويل عمليات ضد الجيش، إلى جانب 11 قطعة سلاح وقطع غيار، وذلك رغم تفتيش مئات المباني خلال العملية.
وبحسب الضباط، فإن العملية، التي نُفذت وسط تغطية إعلامية واسعة، لم تحقق النتائج المرجوة. فقد كانت التوقعات تشير إلى اعتقال عدد أكبر من المسلحين، وضبط مزيد من الأسلحة والبنى التحتية والأموال المخصّصة لتمويل الأنشطة المعادية، وهو ما لم يتحقق على أرض الواقع.
ويرى الضباط الميدانيون أن الإخفاق لا يكمن في محدودية المعلومات الاستخبارية فحسب، بل أيضًا في أن تصور العملية لم ينسجم مع طبيعة المنطقة الجغرافية، فقد تمكن معظم المسلحين الموجودين في طوباس من الهروب والاختباء في شقق آمنة قبل وصول القوات الإسرائيلية.
ويعتمد العناصر الميدانيون على شبكة من المساعدين والمراقبين للإبلاغ عن أي نشاط مشبوه للجيش الإسرائيلي، حيث يفرّ هؤلاء العناصر من المنطقة عندما تحاول القوات محاصرة المدينة بسرعة، وفقًا للضباط الإسرائيليين.
إضافة إلى ذلك، يحاول الجيش الإسرائيلي تطبيق أسلوب المداهمات الذي فشل في جنين وطولكرم، وحتى في قطاع غزة، وذلك تجنّبًا لاضطراره إلى السيطرة الميدانية لفترات قصيرة وما يتطلبه ذلك من حشد كبير لقوات النخبة لمنع استنزافها.
قدّم رئيس الأركان، إيال زامير، يوم الاثنين ملخصًا للعملية قائلاً: "نفّذنا عملية خمسة أحجار في شمال الضفة الغربية استجابةً لمحاولات إنشاء منظمة إرهابية في المنطقة الخماسية، ولتحديد هويات عدد من المطلوبين الذين لجأوا إلى هناك".
وأضاف: "نعمل باستمرار على إحباط الإرهاب وبنيته التحتية؛ وسنعزز دفاعات وأمن المجتمعات في يهودا والسامرة. لن نسمح بتنامي خطر الإرهاب، وسنعمل على إحباطه مسبقًا من خلال عمليات هجومية استباقية".
وأضاف زامير: "نواصل إحباط الإرهاب وتفكيك بنيته التحتية، وسنعمل على تعزيز حماية وأمن التجمعات في الضفة الغربية ولن نسمح بتصاعد التهديد، وسنواجهه مسبقًا عبر عمليات هجومية استباقية".