logo
العالم العربي

برلماني لبناني: حزب الله لن يسلّم سلاحه إلا بأوامر من خامنئي

السياسي اللبناني مصطفى علوش

استبعد النائب السابق في البرلمان اللبناني والقيادي في تيار المستقبل، السياسي مصطفى علوش، أن ينجو لبنان من حرب إسرائيلية جديدة خلال الفترة المقبلة على أثر الاجتماع القادم للجنة الميكانيزم بعد أسبوعين، موضحًا أن الشرط الأساسي من تل أبيب لعدم شن حرب جديدة هو نزع سلاح حزب الله.

وأوضح علوش في حوار مع "إرم نيوز" أن ملف السلاح مرتبط بالبرنامج النووي الإيراني، لذلك فإن المسار الأفضل هو تفاوض الولايات المتحدة وإسرائيل مع طهران وليس لبنان، مشيرًا إلى أن حزب الله لن يرد أو يلتزم إلا بالأوامر الصادرة عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.

أخبار ذات علاقة

إقلاع طائرة حربية إسرائيلية مذخرة بالصواريخ

الاستخبارات الإسرائيلية: الدبلوماسية لن تثني تل أبيب عن ضرب "حزب الله"

ولفت علوش إلى أن حزب الله يمارس التقية في التصريحات المتناقضة، والتي كان آخرها تأييد قرار الدولة بانتهاج الدبلوماسية مع إسرائيل ثم الحديث عن عكس ذلك، مشيرًا إلى أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يفعل بالضبط ويقول مثلما كان يتصرّف حسن نصر الله.

وتاليا نص الحوار:

كيف رأيت التطور الذي جاء في التحوّل داخل لجنة الميكانيزم بمشاركة مدنيين من لبنان وإسرائيل؟

 القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية بإدخال مدني إلى لجنة الميكانيزم للتفاوض مع إسرائيل في الملفات العالقة الخاصة بالحدود والأمن والاعتداءات والانسحاب من المواقع المحتلة، بالإضافة إلى أمور أخرى ذات طابع اقتصادي وربما قد تتطور في المستقبل، جاء تحت ضغط دولي وأمريكي.

وتبقى النتائج مرهونة ببضع نقاط، منها مدى جدّية إسرائيل في التوصل مع لبنان إلى تفاهمات، وحقيقة ما صدر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية حول ملاحقة حزب الله لنزع السلاح، ومدى تأثير ذلك في الحوار أو اللقاءات الخاصة باللجنة، حيث إن كل هذه الأمور لا تزال في موضع الشك. ولكن على الأرجح لن تتوقف إسرائيل عن اعتداءاتها حتى لو وصلت هذه اللجنة إلى إدخال مدنيين بشكل أكبر للتحاور.

هل يؤجل تحديد اجتماع آخر بعد أسبوعين للميكانيزم شبح الحرب الثانية على لبنان؟

لا يبدو أن اجتماع اللجنة هذه المرة أو بعد أسبوعين سينجي لبنان من حرب إسرائيلية أو مواجهة جديدة، لأن الشرط الأساسي الذي تطلبه تل أبيب مرفوض بالكامل من قبل حزب الله وإيران، وهذا يعني أنه حتى لو تم التفاهم على بعض الأمور التفصيلية بين الوفدين في الاجتماع المقبل للميكانيزم، فإن الجزء المتعلق بسلاح حزب الله يبقى معلّقًا ومرتبطًا فقط بالملف النووي الإيراني. لذلك الأحرى أن تكون هناك مفاوضات مع إيران من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل.

كيف ترى الشكل المطلوب من الوفد اللبناني في الاجتماعات القادمة للجنة مع الإسرائيليين؟

الشكل المطلوب أصبح معروفًا: عسكريون مدعّمون مدني مخضرم في المسائل الدبلوماسية والسياسية والدولية. لكن القضية واضحة، إذ إن إسرائيل لن تتحدث عن النقاط المحتلة التي أصبحت أكثر من خمس، إلا إذا كان هناك توجه واضح بسحب سلاح حزب الله بالعمل المباشر.

وأضاف أن تل أبيب لا تريد أن ينهي لبنان هذا الملف حتى تظل تخلق الحجج المستمرة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تسعى إليها، وهي أبعد بكثير من حزب الله ولبنان، لتصل إلى حدود مجاورة، وبالتأكيد السعي لاستمرار التوتر. لذلك فإن هذه الاجتماعات، إن لم يكن هناك تدخل أمربكي فاعل، فلن تؤدي إلى نتيجة في الانسحاب.

كيف ترى حالة التلاسن التي تتجدد بين وزير الخارجية اللبناني ونظيره الإيراني؟

إيران تعتبر حزب الله جزءًا منها، وتتعامَل مع لبنان على أنه موقع عسكري تابع لها. وبكل موضوعية، ليست طهران هي التي دفعت شيعة المنطقة، وبالأخص شيعة لبنان، ليدخلوا في أحضانها، ولكن هناك مئات الآلاف من العراقيين واليمنيين واللبنانيين الذين ذهبوا إلى إيران ووضعوا أنفسهم في أحضانها.

وأوضح أن طهران رأت في مجموعة من الناس من يريدون أن يضحّوا من أجل مشروعها، وهي لن تتخلى عن هذا الأمر بسهولة.

وفي هذا السياق يأتي ما صدر عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وغيره، في أن التدخل بالشأن اللبناني تحصيل حاصل. والسؤال: "كيف يقبل شيعة لبنان والعراق واليمن أن يضحّوا بأنفسهم من أجل مشروع خارج دولهم؟!".

هل من الممكن أن يقف حزب الله بجانب الدولة ويساعدها على إتمام هذه العملية لإبعاد شبح الحرب؟

حزب الله لن يسلّم سلاحه، هذا أمر واضح وجلي، ولن يحدث ذلك إلا بالصدام، وسيقاتل ويواجه كما هدد بحرب أهلية وتقسيم الجيش وتفكك البلد. هناك طريقان واضحان: إمّا أن تأتي أوامر قوية وصريحة من الوليّ الفقيه بتسليم السلاح، وهذا لن يحدث، وإمّا سقوط النظام الإيراني.

لذلك حتى اللحظة، لن تكون للتنظيم مبادرة في هذا الاتجاه، لأن ذهاب السلاح يعني النهاية. وحزب الله فيلق عسكري وليس حزبًا سياسيًّا، ومن دون السلاح سيكون متوفّى دماغيًّا.

هل أبعدت زيارة بابا الفاتيكان شبح الحرب عن لبنان ولو بشكل مؤقت؟

القضية أبعد من ذلك. إسرائيل تعمل على الأجندة ذاتها، وحزب الله مصرّ على مواقفه، ولا تزال العوائق التي أدت إلى استمرار عدم الاستقرار في لبنان على مدى عقود طويلة كما هي.

ولدى تل أبيب الآن حكومة تريد تحقيق أهداف إستراتيجية تعتقد أنها ستؤمن لها الاستقرار. لذلك فقد منح هجوم الـ7 من أكتوبر 2023 إسرائيل الفرصة لتحقيق جملة من الأهداف التاريخية الفاصلة، ولن تتوقف مساعيها سواء بزيارة البابا أو غير ذلك.

هل تعتقد أن هناك تغيرًا في نبرة تعامل حزب الله مع إسرائيل؟

حزب الله يمارس التقية فقط، يتحدث كلامًا، لكنه يستطيع أن ينهي الأمر بتسليم سلاحه للدولة. أما في هذه اللحظة، فالحديث لا ينفع، وما يجب فعله هو مساعدة الدولة بتقديم ترسانته لها. وحسن نصر الله كان يقول الشيء نفسه ولم يحدث أي فعل حقيقي.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC