يدعو تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض ضد قرار مجلس الأمن بتمديد ولاية قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، معتبراً أن القوة الأممية باتت "غطاء" لميليشيا حزب الله.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تجديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، يوم 31 أغسطس/ الحالي، وسط اتهامات للقوة الأممية بـ "الفساد" وأنها ساعدت ميليشيا حزب الله لاستغلال مواقعها الأمامية وكاميرات المراقبة قرب الحدود مقابل "رِشى".
وعادة ما يكون التصويت السنوي "مجرد ختم تلقائي"، وفق تعبير صحيفة "وول ستريت جورنال"، مشيرة إلى أن "الجمود هو الذي يحكم الأمم المتحدة، إذ أُنشئت البعثة عام 1978 لمراقبة انسحاب إسرائيلي في مناوشة منسية منذ زمن طويل مع منظمة التحرير الفلسطينية".
لكن القوة الأممية حافظت على مواقعها رغم أن منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد موجودة في لبنان، فيما تتهمها "وول ستريت جورنال" أنها لم تحافظ على السلام عام 2006، عندما بدأ حزب الله حرباً بأخذ رهينة إسرائيلي، أو في أكتوبر 2023 عندما انضم حزب الله إلى هجوم حماس على إسرائيل.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن الحرب الأخيرة أثبتت "فساد" اليونيفيل، مستشهدة بإفادات لعناصر حزب الله الذين أسرتهم إسرائيل، بأن الميليشيا دفعت أموالاً لعناصر اليونيفيل لاستغلال مواقعهم الأمامية وكاميرات المراقبة قرب الحدود.
ووفق "وول ستريت جورنال" فقد حُفرت أنفاق لحزب الله على بُعد 100 ياردة من أبراج مراقبة اليونيفيل، ووُضعت مواقع لإطلاق الصواريخ بجوار قواعد القوة الأممية، كما عُثر على نفق يمتد إلى إسرائيل، صُمم لتسهيل هجوم على غرار هجوم 7 أكتوبر، على بُعد عشرات الأمتار من موقع مراقبة تابع لليونيفيل.
وتتحمل الولايات المتحدة مسؤولية 27% من ميزانية اليونيفيل، أي ما يعادل حوالي 150 مليون دولار سنوياً، فيما كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب وصفت اليونيفيل بأنها "فشل ذريع"، واستردت المدفوعات الأمريكية للعام الحالي ضمن حزمة الإلغاءات، لكن فرنسا ودولًا أخرى تضغط بشدة من أجل إعفاء اليونيفيل من السداد.
وكانت إدارة ترامب الأولى تنوي إلغاء قوة اليونيفيل، لكنها اقتنعت بالتوصل إلى تسوية بشأن حزمة تقليص حجمها، مع إدخال إصلاحات. وستكون هناك إغراءات للولايات المتحدة لتقديم تنازلات أخرى، لكن إذا نجت اليونيفيل، فستنمو من جديد في نهاية المطاف تحت إدارة "أقل يقظة"، وفق "وول ستريت جورنال".
وبينما يجادل البعض في إدارة ترامب بأن الجيش اللبناني غير مستعد لتولي مسؤولية اليونيفيل، ترى "وول ستريت جورنال" أن القوة الأممية "لا تحافظ على السلام".
ولفتت الصحيفة إلى بعض أنشطة اليونيفيل في الجنوب الشهر الماضي، إذ نظمت "دورة تدريبية حول دمج النوع الاجتماعي في العمليات العسكرية" وندوات أخرى للتوعية المجتمعية للجيش اللبناني، بينما أقامت جلسة علاج جماعي "لقيادات نسائية محلية".
ورأت "وول ستريت جورنال" أنه إذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد قوات اليونيفيل، فإن هذا من شأنه أن "يقوّض مصداقية المطالب الأوسع نطاقاً التي تطالب بها واشنطن"، سواء من حيث نزع سلاح الجماعات في لبنان وغزة بشكل حقيقي، أو من أجل إصلاح الأمم المتحدة على نطاق أوسع.