اعتبر محللون أن إسرائيل نجحت في فرض خطة الجنرالات التي تهدف لفصل شمال قطاع غزة عن باقي المناطق، لافتين إلى أن استمرار العمليات العسكرية في شمال القطاع لأكثر من شهر، وإخلاء معظم السكان مؤشر قوي على ذلك.
ومنذ 35 يومًا يواصل الجيش الإسرائيلي عزله لشمال القطاع وفصله بالكامل عن مدينة غزة وباقي المناطق، وهو الأمر الذي يقدر الفلسطينيون أنه يأتي في إطار الخطة التي طرحها قادة عسكريون خلال الِأشهر الماضية.
وتهدف "خطة الجنرالات" لتحويل شمال غزة لمنطقة عسكرية، حيث يتم إجلاء نحو 200 ألف فلسطيني من السكان لمناطق وسط القطاع وجنوبه، الأمر الذي يؤهل المنطقة لتكون خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية بالكامل.
وقال المختص في الشأن العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي، إن "إحكام إسرائيل قبضتها العسكرية على شمال القطاع، وسعيها المتواصل لإفراغه من جميع السكان، يؤكد نجاحها بنسبة كبيرة في فرض خطة الجنرالات على الشمال بشكل غير معلن".
وأوضح الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تعمل على تنفيذ الخطة بشكل غير معلن، ما يجنبها الانتقادات الإقليمية والدولية والمطالبات المتعلقة بالانسحاب من شمال القطاع"، مبينًا أن إسرائيل ستنجح في تنفيذ الخطة بالكامل.
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي يواصل عمله من أجل القضاء على جميع المظاهر المسلحة بشمال القطاع"، لافتًا إلى أن العمليات المسلحة بالشمال خفت وتيرتها بدرجة كبيرة جدًا؛ بسبب العملية العسكرية الدائرة حاليًّا.
وأضاف: "تعتبر هذه العملية أطول العمليات العسكرية لإسرائيل بشمال القطاع منذ اندلاع الحرب، خاصة وأنها تتزامن مع حصار مطبق وغير مسبوق لجميع البلدات والمخيمات بالشمال"، متابعًا: "من المرجح أن تقدم إسرائيل على إقامة محور عسكري جديد يفصل شمال غزة عن المدينة".
وبين المحلل العسكري، أن "هذه الخطوة ستكون الأخيرة في المخطط الإسرائيلي المتعلق بالسيطرة على شمال القطاع"، مؤكدًا أن إسرائيل تعمل على تعقيد مهمة الوسطاء للتوصل لاتفاق تهدئة مع حركة حماس في غزة.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي كمال الأسطل، أن "إسرائيل نجحت من خلال عمليتها العسكرية بشمال القطاع بفرض واقع جديد، سيؤثر بشكل كبير على أي مفاوضات للتهدئة مع حماس، ويجبرها على تقديم تنازلات كبيرة".
وقال الأسطل، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل طبقت خطة الجنرالات بشمال القطاع، وحولته إلى منطقة عسكرية وأمنية تمكنها من إعادة الاستيطان وتنفيذ مخططات الأحزاب اليمينية"، مشددًا على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزز بذلك ائتلافه الحكومي.
وأضاف: "نجاح تلك الخطة وتطبيقها بالكامل أحد الأسباب التي شجعت نتنياهو على إقالة وزير الدفاع السابق يوآف غالانت"، مبينًا أن تصريحات غالانت التي تتعلق بتحقيق جميع أهداف الحرب تؤكد تطبيقها وفصل الشمال عن غزة.
وأشار إلى أن "أوامر الإخلاء الجديدة لأحياء بمدينة غزة يعتبر سعيًا إسرائيليًّا لتعزيز نجاح جيشها في تطبيق الخطة"، مبينًا أن ذلك قد يدفع الجيش الإسرائيلي للتحرك نحو تطبيق ذات الخطة على مدينة غزة وتهجير السكان منها.
وزاد: "إسرائيل تعمل من أجل احتلال غزة مجددًا ووضع السكان في حرب طويلة الأمد، وتطبيق نموذج الضفة الغربية على غزة، ما يحول دون أن يشكل القطاع أي مخاطر أمنية عليها"، لافتًا إلى أن هجوم أكتوبر كان فرصة عظيمة لتطبيق خطط نتنياهو وائتلافه.