الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
يرى خبراء ومختصون، أن بقاء الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالرغم من انتهاء عملياته العسكرية، يأتي في إطار الضغط المتواصل من حكومة بنيامين نتنياهو على سكان القطاع وحركة حماس.
وعلى الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أسابيع انتهاء عملياته العسكرية في رفح، فإنه يبقي سيطرته عليها ويرفض انسحابه من المدينة، وتحديدًا محور فيلاديلفيا الواقع على الحدود مع مصر، الذي يعدُّ أحد الأسباب التي تؤجل اتفاق التهدئة بين طرفي القتال بغزة.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة ، إن "بقاء الجيش الإسرائيلي في رفح يأتي لتحقيق هدفين رئيسين، الأول يتمثل في تنفيذه لعمليات دقيقة للغاية يتمكن من خلالها الحصول على معلومات حساسة ومهمة للغاية".
وأوضح جعارة، لـ"إرم نيوز" أن "المعلومات الاستخباراتية المهمة التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية في رفح، لم يحصل عليها من أي مكان آخر، وهو ما يبقيه فيه للبحث عن معلومات مشابهة".
وأشار إلى أن "حركة حماس لطالما أطلقت على رفح الصندوق الأسود، وهو ما دفع المؤسسات الأمنية والعسكرية في إسرائيل لأخذ هذا الأمر على محمل الجد، والتعامل مع المدينة بِعدِّها كنزًا إستراتيجيًّا".
وأضاف: "الهدف الثاني يتمثل في زيادة الضغط على حماس والسكان، ومواصلة السيطرة على محور فيلاديلفيا، وإبقاء أي انسحاب عسكري منه في إطار الصفقة الشاملة مع الوسطاء وحماس، خاصة أنه الملف الأقوى الذي تضغط به إسرائيل".
وتابع قائلًا: "لن يكون هناك أي انسحاب إسرائيلي من رفح حاليًّا، وأي قرار بهذا الشأن سيكون في إطار إعادة الانتشار والاستعداد لعملية عسكرية في وسط القطاع"، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من الحدود مع مصر إلا باتفاق تهدئة.
قرار سياسي
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "بقاء الجيش الإسرائيلي في رفح جنوب القطاع يأتي في إطار قرار سياسي بالدرجة الأولى"، لافتًا إلى أن السياسيين بحكومة بنيامين نتنياهو يرفضون سحب القوات العسكرية.
وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "نتنياهو يعمل من خلال بقاء سيطرته على رفح التي كانت المأوى الرئيس لآلاف النازحين لتحقيق أهداف سياسية تتعلق بمستقبل ائتلافه الحكومي"، مبينًا أن الانسحاب من رفح من دون صفقة تبادل أسرى سيكون خطرًا على نتنياهو.
وأشار إلى أن "نتنياهو يدرك خطورة الانسحاب من رفح دون تحرير الرهائن، خاصة بعد حادثة مقتل ستة منهم في نفق بالقرب من محور فيلاديلفيا"، مشددًا على أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية برفح لحين التوصل لاتفاق.
وزاد: "كما أن السيطرة العسكرية الإسرائيلية على رفح حاليًّا تمنع خطوط الإمداد العسكرية والمالية عن حركة حماس والفصائل المسلحة، وهو الأمر الذي يزيد الخناق على الحركة التي ستكون مجبرة على تقديم تنازلات كبيرة".
وختم بالقول: "قد يقرر الجيش الإسرائيلي الانسحاب جزئيًّا من رفح والبقاء في مواقع إستراتيجية، وتحديدًا الحدود مع مصر، ولكن ذلك لن يكون الحل الأمثل لعودة السكان"، مبينًا أن المدينة شهدت أكبر عملية تدمير وأوسعها بالحرب على غزة.