أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية، يوم الثلاثاء، ونشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، أن حاملة طائرات أمريكية ثانية تعمل في مياه الشرق الأوسط، بالتزامن مع التحضير للجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي سريع التطور.
ويأتي تشغيل حاملة الطائرات، كارل فينسون، ومجموعتها الضاربة في بحر العرب، في الوقت الذي يُشتبه في أن غارات جوية أمريكية قصفت مناطق في اليمن يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، ليل الثلاثاء.
ويربط المسؤولون الأمريكيون الحملة التي استمرت شهرًا ضد الحوثيين في عهد الرئيس دونالد ترامب، كوسيلة للضغط على إيران في المفاوضات.
وانضمت فينسون إلى ترومان كثاني حاملة طائرات أمريكية في الشرق الأوسط.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطها برنامج كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين حاملة الطائرات فينسون، المتمركزة في سان دييغو، كاليفورنيا، وهي تعمل شمال شرق جزيرة سقطرى، وهي جزيرة قبالة سواحل اليمن بالقرب من مصب خليج عدن.
وترافق فينسون طراد الصواريخ الموجهة من فئة "تيكونديروجا يو إس إس برينستون"، ومدمرتان صاروخيتان موجهتان من فئة أرلي بيرك، هما يو إس إس ستريت ويو إس إس ويليام بي. لورانس.
وأصدرت الولايات المتحدة أمرًا لحاملتي الطائرات فينسون بالتوجه إلى الشرق الأوسط لدعم حاملة الطائرات هاري إس. ترومان، التي تشن غارات جوية ضد الحوثيين منذ بدء الحملة الأمريكية في 15 مارس.
كما أظهرت لقطات نشرتها البحرية حاملة الطائرات فينسون وهي تُجهّز ذخائر وتُطلق طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وإف/إيه-18 من على سطحها في الأيام الأخيرة.
ورفض الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية المتمركز في البحرين، والذي يشرف على الشرق الأوسط، مناقشة تفاصيل عمليات فينسون.
ويتزامن الإعلان عن حاملة طائرات ثانية في مياه الشرق الأوسط، مع تصعيد أمريكي في اللهجة ضد طهران، قبل أيام من انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات، والتي يتأرجح مكان انعقادها بين مسقط وروما، بانتظار الإعلان الرسمي.
وعرض المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ولأول مرة، مستوى تخصيب محددًا يرغب في تحقيقه لبرنامج إيران النووي.
تُخصب طهران اليورانيوم حاليًا حتى 60%، وهي خطوة تقنية قصيرة من مستويات 90% اللازمة لصنع الأسلحة.
وصرح ويتكوف لشبكة فوكس نيوز: "ليسوا بحاجة إلى تخصيب يتجاوز 3.67%. في بعض الحالات، يصلون إلى 60%، وفي حالات أخرى إلى 20%. هذا مستحيل".
وأضاف "ليس من الضروري، كما يزعمون، تشغيل برنامج نووي مدني يتجاوز فيه التخصيب 3.67%. لذا، سيتعلق الأمر بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق من إمكانية استخدام الأسلحة في نهاية المطاف".
وأعادت الولايات المتحدة الأمريكية تذكير إيران بتوفر "بدائل أخرى" لديها في حال لم تمكن المفاوضات الحالية واشنطن من "التحقق من البرنامج النووي الإيراني".
وكان ترامب استهلّ حملة تصعيد التصريحات ضد طهران يوم الاثنين، مؤكدًا أن عليها التخلي عن السعي لامتلاك سلاح نووي، وإلا ستواجه عواقب قاسية قد تشمل توجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية.
وعندما سُئل ترامب عما إذا كان الرد المحتمل قد يشمل توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية، أجاب "بالتأكيد". كما نوّه بأن إسرائيل ستكون منخرطة في تلك الضربات.
