تتوالى الخسائر في قيادات ميليشيا الحوثي، على وقع الهجمات الأمريكية المكثفة، ووسط تعتيم إعلامي حوثي لإخفاء حجم الخسائر الذي طال قيادات ميدانية.
فجر اليوم الثلاثاء، قُتل عدد من عناصر ميليشيا الحوثي، وأصيب آخرون، بينهم قيادات عسكرية ميدانية، في هجوم أمريكي استهدف مركز قيادة وسيطرة في مديرية العبدية، جنوبي محافظة مأرب.
وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ"إرم نيوز"، إن المقاتلات الأمريكية شنّت هجومًا بغارتين جويتين على منزلين متجاورين، استولى عليهما الحوثيون بعد سيطرتهم على مديرية العبدية، وحوّلوه مؤخرًا إلى مركز قيادة وسيطرة.
وذكرت المصادر أن المنزلين يعود أحدهما لقائد المنطقة العسكرية الثالثة لدى قوات الحكومة اليمنية سابقًا، اللواء الركن عبدالرب الشدادي، وشقيقه سالم، اللذين قتلا في العام 2016، الأول بصاروخ حوثي أثناء قيادته القتال في جبهة صرواح، والآخر تلاه ببضعة أيام، في تفجير استهدف مجلس عزاء شقيقه.
وأشارت إلى أن الغارتين المفاجئتين على المنزلين تسببتا في مقتل وإصابة عدد من عناصر الحوثيين، بينهم قيادات عسكرية ميدانية متوسطة، أثناء اجتماعهم لقيادة العمليات العسكرية.
وأضافت المصادر أن عددًا من العناصر نجوا من الغارتين، وتمكنوا من الفرار على متن عرباتهم العسكرية والمدنية، إلى مسافة بعيدة.
واستهدفت القوات الأمريكية في وقت سابق من مساء أمس الاثنين، مواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ثابته تابعة للحوثيين، بنحو 15 غارة جوية، موزعة على مديريات رغوان ومدغل ومجزر والجوبة.
وطالت غارات أخرى مواقع مشابهة في محافظة الجوف وجزيرة كمران الاستراتيجية، قبالة سواحل محافظة الحديدة، المشرفة على مياه البحر الأحمر.
واعترف الحوثيون، أمس الاثنين، بمقتل أحد قياداتهم بعد أكثر من أسبوع على مقتله في غارات نفذتها المقاتلات الأمريكية على أحد مواقع القيادة والسيطرة العسكرية بمحافظة صعدة، أقصى شمال البلاد.
جاء ذلك خلال مراسم تشييع القيادي عبدالرحمن الظرافي، مدير مكتب "وزارة التربية والتعليم" في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، بمحافظة صعدة، طبقًا لمنشور "الوزارة" على صفحتها بموقع "فيسبوك".
وزارة التربية تشيع جثمان الشـshـهـhـيد عبدالرحمن الظرافي مسؤول القطاع التربوي بمحافظة صعدة الإثنين، 16 شوال 1446هـ...
Posted by وزارة التربية والتعليم "اليمن صنعاء" 2 on Monday, April 14, 2025
وبحسب تقارير محلية، فإن الظرافي قتل مطلع أبريل/ نيسان الجاري، برفقة وكيل محافظة صعدة المعيّن من الحوثيين، القيادي يحيى عبدالله الحمران، الملقب بـ"أبي عبدالإله"، المقرّب من زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، والذي يتولى عملية الإشراف الإدارة والعسكري في صعدة.
وفي ظل تكتم الحوثيين وقيود التعتيم التي يفرضونها على حجم الخسائر البشرية، خاصة فيما يتعلق بالمستوى القيادي، تضطر أسر وأقارب القتلى إلى الإعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن تشييع ذويهم واستقبال العزاء، سواء كان ذلك من خلال الكشف عن حقيقة مقتلهم في خلال الغارات، أو الادعاء بأنها وفاة طبيعية.
ويوم أمس الاثنين، أعلنت أسرة العميد علي الحيمي، "مسؤول العلاقات العامة والخارجية في هيئة الأركان العامة" لدى قوات الحوثيين، تشييعه واستقبال العزاء، دون الكشف عن سبب وفاته، قبل أن تعلن لاحقا تأجيل مراسم العزاء؛ "نظرًا للظروف الأمنية الراهنة".
وكان اثنان من أبناء الحيمي قتلا في صفوف الحوثيين، خلال المعارك الداخلية في العامين 2015 و2019، فيما عمل نجله الأكبر لصالح الحوثيين في سوريا، إبان عهد الرئيس بشار الأسد.
وخلال الأيام الأولى للعمليات العسكرية الأمريكية الواسعة، التي انطلقت منتصف مارس/ آذار الماضي، دأب الحوثيون على إقامة مراسم تشييع جماعية في صنعاء، بشكل شبه يومي، لأكثر من 80 قياديًا ميدانيًا في صفوفهم، ينتحلون رتب ضباط عسكريين، قبل أن تتوقف عن ذلك منذ مطلع أبريل/ نيسان الجاري، في محاولة لإخفاء حجم الخسائر.
وأصدر جهاز "الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين، تعليمات تمنع تداول أي معلومات أو بيانات تشير إلى طبيعة المواقع المستهدفة ونتائجها على وسائل إعلامهم، وحظر على المدنيين تصوير أو نشر تفاصيل تتعلق بالغارات الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبار ذلك "تسهيلًا لمهمة العدو في جمع المعلومات".
واعتقل الحوثيون العشرات من اليمنيين، خلال الأيام الماضية، بسبب تصوير بعض المواقع المستهدفة وسط الأحياء السكنية في صنعاء والحديدة، واحتجاز آخرين بتهم "التخابر مع الأمريكيين وتزويدهم بالإحداثيات".