من شأن الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" أن يزيل أحد أهم التحديات أمام حكومة دمشق، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، التي وصفت الاتفاق بـ"الانتصار" للرئيس أحمد الشرع.
وقالت الصحيفة إن نجاح سوريا في دمج الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في القوات المسلحة يعزز جهود الحكومة السورية المؤقتة لتوحيد البلاد بعد أن أدت عمليات القتل الطائفية إلى تأجيج التوترات بين الأقليات.
وبحسب الصحيفة، فإن الاتفاق خطوة رئيسة نحو تعزيز سيطرة دمشق على البلاد بعد أن أدت ثورة مسلحة من قبل موالين سابقين للنظام إلى عمليات قتل طائفية.
وتقول الوثيقة، التي تدعو إلى دمج جميع "المؤسسات المدنية والعسكرية" في شمال شرق سوريا ووقعها الشرع وزعيم "قسد" المدعومة من أمريكا، إن المطارات والمعابر الحدودية وحقول الغاز في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا التي تسيطر عليها القوة التي يقودها الأكراد ستخضع أيضًا لسيطرة الحكومة.
كما تنص على أن "المجتمع الكردي جزء أساسي من الدولة السورية وستضمن الدولة مواطنتهم وجميع الحقوق الدستورية".
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق يأتي بعد أكثر من أسبوع من دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني المسلح المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، إلى تفكيك الحزب ونزع سلاحه، بعد عقود من التمرد ضد تركيا من قواعدها في العراق والدول المجاورة.
وتضم قوات سوريا الديمقراطية بعض أعضاء الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة وتركيا جماعة إرهابية.
وتسيطر "قسد" التي يقودها الأكراد، بدعم من القوات الأمريكية، على مساحة من سوريا شمال وشرق نهر الفرات حيث قاتلت لسنوات مع الجيش الأمريكي ضد داعش.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاتفاق مع القوات التي يقودها الأكراد خطوة مهمة للحكومة في دمشق في وقت تسعى فيه إلى كسب القبول الدولي والتنافس مع القوى الأجنبية ذات المصالح المتنافسة في سوريا، بما في ذلك روسيا وتركيا وإسرائيل وإيران.
وأردفت أن الاتفاق يُمثل انتصارًا مهمًا لحكومة الشرع في الوقت الذي تحاول فيه نزع فتيل الأزمة في منطقة الساحل ذات الأغلبية العلوية.
وقالت الحكومة السورية يوم الاثنين إنها أنهت الرد العسكري على الهجمات التي شنها المتمردون والتي أدت إلى دوامة من العنف وهددت مسار الانتقال السياسي في البلاد.
وفي هذا السياق، قال تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: "هذا إنجاز ضخم للغاية للحكومة المؤقتة خاصة بعد أيام قليلة مروعة سابقة".
وأضاف ليستر: "بالنسبة للمجتمع الدولي، فإن الحل المحتمل للمواجهة بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق سيمثل تقدمًا هائلًا فيما يتعلق بالانتقال في سوريا".
ومن جانبهم، قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على المفاوضات إن مسؤولين عسكريين أمريكيين توسطوا في محادثات بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من تركيا.