نِعمٌ كثيرة يمدّ بها سد تشرين شمال سوريا، لكنه أيضاً يغّذيها باستمرار الصراعات بين الفصائل والقوى المتحاربة منذ نحو 13 عاماً، إذ تعني السيطرة عليه القدرة على التحكم في طرق الإمداد والتحركات العسكرية.
لذا، يعد سد تشرين، الذي أنشىء عام 1991 على نهر الفرات، أحد أبرز المواقع الاستراتيجية التي تتنازع عليها الأطراف المختلفة في سوريا، فموقعه الجغرافي يجعله خط دفاع أمام الهجمات، ما يزيد أهميته في المعادلة العسكرية لأي طرف يسيطر عليه.
قبل الحرب كان السدّ مصدراً حيوياً للطاقة والمياه، إذ كان يولّد الكهرباء لمناطق واسعة في الشمال السوري، كما يمدها بمياه الري والشرب، ليكون شريان الحياة للسكان والزراعة، إضافة إلى أنه يضم بحيرة ضخمة تشكلت بعد بنائه، تحتوي على كميات كبيرة من المياه العذبة المجمعة من نهر الفرات.
وشكّل السد هدفاً للأطراف المتحاربة في سوريا، فالسيطرة عليه تعد وسيلة ضغط في التفاوض، كما حدث في الاتفاق الذي جرى في أبريل/ نيسان الماضي بين الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي تسيطر على السد حالياً، وحكومة دمشق الجديدة.
ونص الاتفاق على إشراف مشترك على السد بين حكومة دمشق والمكوّن الكردي، وتنفيذ أعمال الإصلاحات لضمان استدامة خدماته الحيوية، مع تحييده عن العمليات القتالية، وتشكيل فرق حماية مشتركة لتأمينه.
وخلال الحرب، كان سدّ تشرين شهد معارك طاحنة بين قوات قسد والمعارضة للسيطرة على المرفق الحيوي شمالي البلاد، واستطاعت القوات الكردية أن تتحصّن فيه أغلب سنوات الصراع، كما حفرت أنفاقاً في محيطه.