"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
أشاع الاتفاق الأمني الخاص بسد تشرين، بين الإدارة السورية بدمشق، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في شمال شرق سوريا، موجة من التفاؤل بتحسن العلاقة بين الطرفين، وتوقع البعض توقيع اتفاقات مماثلة بينهما، كتلك التي حصلت في حلب والحواجز القريبة من مدينة عفرين.
وكان الطرفان قد اتفقا، برعاية أمريكية، على تسليم السد للحكومة المركزية، ووقف المعارك في تلك المنطقة، مع انتشار قوات الأمن العام ووزارة الدفاع، في جسم السد والأماكن التي كانت تشهد اشتباكات.
أهمية السد
ويكتسب سد تشرين، المبنيّ على نهر الفرات سنة 1999، أهمية كبرى بوصفه مصدراً للطاقة الكهربائية التي تزوّد مناطق واسعة من الشمال السوري، إضافة إلى أنه مصدر مائي ضخم، يستخدم لسقاية الأراضي الزراعية، وتزويد السكان بمياه الشرب.
ويزيد من أهمية السد الاستراتيجية، وجود بحيرة تشرين الضخمة، التي تشكلت بعد إنشائه، وتحتوي كميات كبيرة من المياه العذبة المخزنة من نهر الفرات. كما ينظّم سد تشرين، تدفق المياه المخصصة للأراضي الزراعية، ويزيد من أهميته، وقوعه بين ثلاث محافظات هي حلب والرقة والحسكة، ما يعطيه ميزة التحكم بطرق الإمداد.
أما من الناحية العسكرية، فيعتبر سد تشرين، حاجزاً محصناً ضد الهجمات، فهو خط دفاع قوي، من الصعب اجتيازه، ما يعطيه أهمية استراتيجية أثناء المعارك.
وطيلة السنوات السابقة، شهدت منطقة سد تشرين، الكثير من المعارك الشرسة، بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وقوات الجيش الوطني، المدعوم من تركيا، الذي حاول الاستيلاء على السد الاستراتيجي، كي تفتح الطريق أمامه باتجاه مدينة عين العرب كوباني.
رمز سيادي
ويقول المحلل السياسي مازن بلال، لـ"إرم نيوز": "بصرف النظر عن أهمية السد الاقتصادية، فهو يشكل رمزاً سيادياً للدولة السورية؛ لذلك فإن السيطرة عليه تعد عاملاً هاماً على المستويين السياسي والاقتصادي"، لكن بلال، لا يرى في تحييد سد تشرين عن المعارك، نهاية للتنافس والصراع بين الحكومة الانتقالية و"قسد"، ويضيف، أن "الطرفين يعرفان ضرورة الحفاظ على هذه المنشأة التي يشكل تدميرها كارثة بيئية".
ويرى بلال أن ما يجري، محاولة لتقليص إمكانية الاشتباك بين الطرفيين، رغم التباينات السياسية الكثيرة بينهما. ويقول: إن "الخلافات بين قسد والحكومة الانتقالية عميقة، ومرتبطة بطبيعة التفكير السياسي لكل منهما، وما يحدث هو استجابة للضغط السياسي وعدم الرغبة في استعجال الاشتباك، حتى يتضح المشهد الدولي بانتهاء الحرب الأوكرانية".
ملفات ثقيلة
وتبدو الاتفاقات الأمنية، التي وُقعت بين "قسد" والإدارة السورية، بسيطة، أمام الملفات الثقيلة التي يختلف فيها الطرفان، كما يرى المحلل السياسي عصام عزوز، فهما مختلفان على شكل الدولة، والإعلان الدستوري، والطريقة التي عُقد بها مؤتمر الحوار الوطني.
ويضيف عزوز لـ"إرم نيوز": أن "اتفاق سد تشرين، تم بضغط أمريكي، لكنه لن يقدر أن يشكل جسراً لالتقاء الطرفين، فهو يشبه اتفاق انسحاب الجيش الوطني المدعوم تركيّا من حواجز عفرين، وانسحاب "قسد" من حي الشيخ مقصود بحلب".
تفاهمات دولية
ورغم أن استلام سد تشرين من قبل قوات الإدارة السورية بدمشق، يشكل مكسباً استراتيجياً من الناحية العسكرية، بيد أن التطمينات الأمريكية لـ"قسد" هي التي دفعتها لقبول الانسحاب والتسليم، كما يرى العميد المتقاعد صلاح الجهني.
ويضيف الجهني لـ"إرم نيوز": أن "قسد دافعت بشراسة في السابق عن سد تشرين، لأنها تعلم أنه بوابة العبور باتجاه المدن والبلدات وفي مقدمتها عين العرب كوباني، لكنها انسحبت اليوم بشكل سلمي، بناء على تفاهمات دولية، وتطمينات أعطيت لقسد، تضمن بعدم شن حرب شاملة عليها".
ولا يعتقد العميد الجهني، أن تجزيء الملف الكردي، عبر اتفاقات أمنية بسيطة، يمكن أن يحل القضايا الكبيرة، مثار الخلاف بين الطرفين، والتي تؤجل بإرادة أمريكية دولية، باعتبارها جزءاً من تبلور الحل للملف السوري بشكل كامل.