أفادت مصادر محلية ،أن القوات الروسية بدأت تنفيذ عمليات نقل معدات عسكرية وعناصر من قواتها في قاعدة حميميم إلى مطار القامشلي في إطار اتفاق غير معلن مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"
وتعد مدينة القامشلي ضمن المحافظات التي تسيطر عليها قوات "قسد" ذات الغالبية الكردية والتي تشمل كذلك مدن الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق التي يطالب الأكراد بإقامة حكم ذاتي فيها في إطار "سوريا الجديدة".
وقالت المصادر، إن نقل القوات الروسية لبعض معداتها وقواتها من قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية إلى مطار القامشلي ربما يعكس إبرام تحالف جديد بين الأكراد والقوات الروسية التي تسعى لجعل المطار نقطة تمركز عسكرية أساسية بدلًا من قاعدة حميميم.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز" أن القوات الروسية قامت بنشر رادارات متطورة وشبكة دفاع جوي في مطار القامشلي الذي شهد خلال الأيام القليلة الماضية حركة هبوط وإقلاع كثيفة لطائرات الشحن العسكرية الروسية التي تتولى مهمة نقل المعدات والقوات الروسية من محافظة اللاذقية إلى القامشلي.
ويأتي التحالف الجديد بين القوات الروسية مع قوات "قسد" الكردية بعد الهجمات المكثفة التي تعرضت لها قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية من قبل مجموعات مسلحة، قيل إنها مقربة من السلطات الجديدة في دمشق، وأسفرت عن مقتل جنود روس.
وتستهدف الهجمات التي تعرضت لها قاعدة حميميم الضغط على القوات الروسية لطردها من سوريا، وذلك تنفيذًا لمطالبات أمريكية بإغلاق القواعد الأجنبية في البلاد، الأمر الذي يجعل من تحالف الروس مع قوات "قسد" خيارًا مثاليًا للاحتفاظ بنفوذها في سوريا.
وأكدت المصادر، أن تحالف القوات الكردية مع الروس ومنحهم قاعدة عسكرية في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سوريا خطوة من شأنها تعزيز قوتهم في مواجهة السلطات السورية التي تطالبهم بحل أنفسهم والاندماج في قوات وزارة الدفاع قبل تاريخ 27 مايو الجاري.
واستباقًا للموعد النهائي الذي حددته وزارة الدفاع السورية للفصائل المتخلفة للاندماج في قوات الجيش السوري بدأت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ببناء التحصينات وزراعة الألغام في بعض مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، وذلك بهدف تعزيز دفاعاتها ضد أي هجوم محتمل من قبل قوات الجيش السوري أو القوات المدعومة من تركيا.
وجاءت تحركات قوات "قسد" بعد الحديث عن بدء وزارة الدفاع السورية بالتنسيق مع تركيا وضع خطتها للتعامل مع الفصائل المسلحة التي لم تصوب أوضاعها خلال المهلة التي حددتها الوزارة.
وأفادت مصادر أهلية أن قوات "قسد" قامت بحفر العديد من الأنفاق الأرضية في المناطق السكنية بمحافظات
الرقة والحسكة والقامشلي، ما أدى إلى تصدع بعض المباني التي أصبحت عرضة للانهيار نتيجة عمليات الحفر العشوائية التي نُفذت أسفلها.
وقالت إن مناطق واسعة في الرقة والحسكة جرى زراعتها بالألغام من قبل عناصر قوات "قسد"، وهو ما بات يهدد حياة السكان بالموت.
يشار إلى أن قوات "قسد" تعد أكبر الفصائل المسلحة في شمال شرق سوريا، التي لم تندمج حتى الآن في قوات الجيش السوري، وذلك رغم اتفاقية مارس التي أبرمتها الرئاسة السورية مع قيادة "قسد"، لكنها لم تنفذ إلا جزئيًا، نتيجة إصرار الأكراد على المطالبة بحكم ذاتي في إطار الدولة السورية.
أما في الجنوب السوري فلا تزال الفصائل المسلحة الدرزية العاملة في محافظة السويداء ترفض حل نفسها والاندماج في قوات وزارة الدفاع، وكذلك الحال بالنسبة إلى بعض فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا التي يطالب قادتها بامتيازات خاصة كشرط لإتمام عملية الاندماج.