أعلن فصيل يدعى "بركان الفرات"، تبنيه للعملية ضد القوات الروسية في قاعدة حميميم باللاذقية قبل 4 أيام، وأمهل القوات الروسية في سوريا شهرا واحدا للخروج قبل البدء باستهداف قواعده بشكل مباشر، بحسب ما وصف البيان.
ونعى البيان (غير المؤكد حتى الآن)، اثنين من مقاتليه في الهجوم على القاعدة الروسية، هما "أبو جهاد المصري" و"أبو بكر الأنصاري" منوها إلى أن القتيلين كانا سابقا عنصرين في "العصائب الحمراء"، وهي القوة الضاربة لـ"هيئة تحرير الشام" قبل حلها، و"لكنهم اختاروا طريق الجنة باستهداف المطار العسكري للاحتلال الروسي الذي قتل أهل الشام" حسب البيان.
وهدد البيان ما أسماه "الاحتلال الروسي"، طالبا من الروس "الخروج من أرضنا، وإلا سنرسلكم إلى روسيا جثثا هامدة من دون رؤوس"، وفق البيان المتداول.
يأتي هذا البيان (الذي يعج بالأخطاء الإملائية)، بعد أيام على استهداف قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية على الساحل السوري، حيث سقط 3 جنود روس، وفقا لمصادر "إرم نيوز"، وقُتل 3 مهاجمين وهرب الرابع، كما ذكرت تقارير روسية ومحلية، فيما يذكر البيان سقوط قتيلين فقط.
من هو "بركان الفرات"؟
تأسست سرايا "بركان الفرات" في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وكانت أهدافها تنحصر في القتال ضد الاحتلال الروسي والإيراني وقوات النظام و"قسد". ونفذت أول عملية نوعية لها في 20 من الشهر عينه بالتنسيق مع "كتائب جعفر الطيار"، وتمكنتا من اغتيال "أبو فاطمة العراقي" أحد قادة الحرس الثوري الإيراني.
وذكرت السرايا أكثر من مرة أنها لا تتبع لأي جهة عسكرية أو سياسية، في إشارة إلى أنها تعمل باستقلالية عن الفصائل الأخرى.
ووفق البيانات الصادرة عنها، شاركت "سرايا بركان الفرات" في معركة ردع العدوان، ونفذت العديد من العمليات ضمنها، وسيطرت على بعض المناطق قبل وصول مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إليها، كما حدث في مدينتي المدينة والعشارة شرق دير الزور. وامتدت عملياتها وصولاً إلى محيط دمشق حيث ادعت أنها شاركت في تحرير مدينة الضمير ومطارها العسكري.
معادية للشرع
وأعلنت "بركان الفرات" عداءها لقيادة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ورفضها الاندماج في وزارة الدفاع.
وجاء ذلك على خلفية التوتر الأمني الذي شهده حي القدم في دمشق، إثر اشتباك بين عناصر الأمن العام ومسلحين بقيادة "أبو خطاب"، في حي الدحاديل في منطقة القدم جنوب العاصمة دمشق.
وحينها تدخّل "أبو خولة موحسن" وهو قيادي معروف في جيش الشرقية وسابقاً في "حركة أحرار الشام"، للتوسط بين الطرفين بهدف التهدئة كما أظهر ذلك مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض لإطلاق رصاص ما أدى إلى إصابته. ثم نُقل إلى المستشفى ووُضع تحت الاعتقال.
وردّاً على ذلك أعلنت المجموعة في بيان، منح جهاز الأمن العام مهلة 24 ساعة لإطلاق "أبو خولة"، وإلا فإنها جاهزة للردّ على هذا "البغي الذي ليس الأول من نوعه ضد مقاتلي الجيش الحر"، وفق تعبيرها. وقطعت وحدات من السرايا طريق دير الزور – دمشق بالإطارات المشتعلة، وأكدت أنها لن تفتحها قبل تحقيق مطالبها.
مشروع خاص
ويقول مراقبون ومتخصصون في الجماعات المتشددة إن هذه المجموعة لديها مشروع خاص يتعلق بتحرير مناطق شرق الفرات من سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وهو ما جعلها تصعّد عملياتها ضدها، وخصوصا بعد الاتفاق بين الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي في آذار/مارس، إذ رأت في الخطوة تهديداً وجودياً لها.
وتتكون "سرايا بركان الفرات" من مقاتلين ينحدر معظمهم من المحافظات الشرقية (دير الزور والرقة والحسكة)، كانوا يعملون في فصائل "أحرار الشرقية" و"جيش الشرقية" وغيرها من تشكيلات أبناء المناطق الشرقية العسكرية. ولذلك وجه البيان نداءً إلى أبناء المنطقة الشرقية للخروج إلى الشارع والانتفاضة مجددا ضد ما سمته السرايا "حكومة الجولاني".
ووفقا للمراقبين، لا يمكن قياس مدى قوة هذه السرايا وفاعليتها على الأرض بسبب غياب المعلومات التفصيلية عن أعدادها وأماكن انتشارها. غير أن النقطة الجوهرية قد تكمن في أن 70% من مقاتليها هم من "داعش" سابقا ممن لجأوا إلى مناطق انتشار "الجيش الوطني السوري" وانتسبوا إلى فصائل الشرقية بأنواعها وأشكالها، ما يعني أنها تقع ضمن عباءة النفوذ التركي، الداعم الوحيد لفصائل الجيش الوطني.