تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة تأهب قصوى حيث وصلت في الأيام الأخيرة قوافل من مئات المركبات، بعضها مُجهز برشاشات ثقيلة وأنظمة مضادة للطائرات، من مدينة مصراتة الساحلية، موطن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبد الحميد الدبيبة تحسبا لأي اشتباكات مسلحة.
وكشف مصدر أمني مسؤول من حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة لـ "إرم نيوز" عن رصد تعبئة كبيرة من قوات جهاز الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة من مدن مثل أبو سليم والزاوية تمهيدًا لـ "معركة الحسم" ضد قوات حكومة الوحدة الوطنية.
وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ "قوات الحكومة في المقابل بدأت في الاحتشاد من مناطق، مثل: قصر بن غشير"، مشيرًا إلى أنه تم البدء في إخلاء بعض المقرات والمحال الخاصة أيضًا في العاصمة.
ولفت إلى أن "كل المعطيات الميدانية تشير إلى أن المعركة الحاسمة اقتربت، وأنها إذا بدأت قد تستمر لأيام"، مؤكدًا أن قوات حكومة الوحدة الوطنية "لن تسمح بالمارقين والخارجين عن القانون بالاستمرار في تهديد حياة السكان، والسيطرة على مقدراتهم ومؤسساتهم السيادية"، وفق تعبيره.
من جهتها، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى وقف عاجل للتصعيد، مشيرة في بيان نشرته عبر صفحتها بمنصة "أكس" إلى "ضرورة الامتناع على الفور عن أيّ أعمال من شأنها تعريض المدنيين للخطر".
وقالت البعثة، إن المفاوضات مستمرة بإشراف المجلس الرئاسي، داعية الأطراف إلى "مواصلة الانخراط فيها ومناقشة القضايا المتبقية بحسن نية والعمل لِما فيه المصلحة العليا لسكان طرابلس المدنيين، الذين يجب حمايتهم".
وشدّدت على أنَّ "أيَّ صراع جديد لا يهدد أمن طرابلس فحسب، بل قد يمتد إلى مناطق أخرى في البلاد. وقد يؤدي ذلك إلى حربٍ الجميعُ خاسر فيها، وتعرّض حياة المدنيين لخطر جسيم".
وحذّرت البعثة من أن "تجدد الاشتباكات ستكون له عواقب وخيمة على ليبيا وشعبها".
ومنذ ماي الماضي، دخل رئيس الحكومة وهو أيضا وزير الدفاع، في أزمة مفتوحة مع قوة جهاز الردع، وذلك بعد القضاء على جهاز دعم الاستقرار، وهو ميليشيا أخرى في طرابلس، باغتيال قائدها عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة".
وفي 12 مايو، هاجمت القوات المسلحة الموالية للدبيبة، قوات الردع، وهي آخر الميليشيات المتبقية في طرابلس.
وبعد عدة أيام من القتال، انتهى الهجوم بالفشل في منتصف مايو، قبل أن يُنهي اتفاق "هشّ" الأعمال العدائية مؤقتًا.
وأصدر رئيس الحكومة إنذارًا نهائيًا للميليشيا لتسليم السيطرة على مقرها في مجمع معيتيقة للحكومة، وهي قاعدة عسكرية ضخمة تضم المطار الوحيد العامل في العاصمة والسجن الذي يحمل الاسم نفسه.
وأكد مقاتلو "الردع" استعدادهم لفعل أي شيء للدفاع عن أراضيهم في سوق الجمعة، وهي منطقة شاسعة شرق طرابلس، حيث يتمتعون بدعم شعبي واسع لطردهم شبكات تنظيم داعش من العاصمة.