تحوّل مقطع فيديو للبروفيسور غانم العطار، وهو يركض محاولاً الحصول على فرصة لتعبئة أوعية لمياه الشرب، إلى مشهد يلخص معاناة الفلسطينيين، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية مزرية، مع استمرار الحصار والحرب في قطاع غزة.
والمستشار القانوني غانم العطار، نازح من منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا أقصى شمال قطاع غزة، إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، والتي تكتظ بخيام النازحين الذين دمر الجيش الإسرائيلي منازلهم.
وأصبحت أزمة الحصول على مياه الشرب إحدى أكبر وأعقد الأزمات التي يعيشها الفلسطينيون في مناطق جنوب قطاع غزة، إذ توقفت غالبية محطات تحلية المياه بسبب نفاد مخزوناتها من الوقود، أو بسبب تدميرها من قبل الجيش الإسرائيلي.
وكان العطار يعمل قبل الحرب مستشارًا قانونيًا بعد أن حصل على دكتوراه في القانون الدولي من جامعة دمشق، وهو من أعيان بلدة بيت لاهيا، قبل أن ينقلب به الحال في خيمة بمنطقة المواصي، إذ يمنع الجيش الإسرائيلي عودة سكان بيت لاهيا لمنازلهم.
وبحسب أقارب له فإن المستشار القانوني غانم العطار كان يمتلك بئر ماء يسقي منه المزروعات في أراضيه التي ورثها عن جده الشيخ حسن معروف مفتي غزة خلال فترة السلطان عبدالحميد الثاني، قبل أن يفقد كل ذلك وينزح في منطقة المواصي.
وظهر العطار في مقطع فيديو أكد فيه أن سيبقى في قطاع غزة ولن يغادره، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل ممنهج الشخصيات الأكاديمية والعلمية خلال الحرب في القطاع، بهدف إفراغه من النخب الأكاديمية.
وقال المكتب الإعلامي في غزة إن "أكثر من 173 عالمًا وأكاديميًا وباحثًا قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب".