انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح

logo
العالم العربي

التطبيع والنفوذ.. لماذا فرض ترامب أعلى الرسوم على سوريا؟

التطبيع والنفوذ.. لماذا فرض ترامب أعلى الرسوم على سوريا؟
سورية ترفع علم بلادهاالمصدر: منصة إكس
06 أغسطس 2025، 11:42 ص

أثارت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على سوريا، وهي الأعلى بين كل دول العالم، إذ بلغت 41%، تساؤلات حول "غموض" موقف البيت الأبيض من دمشق عقب سقوط نظام بشار الأسد، بين انفتاح وتشدد.

وفي مايو/أيار الماضي، أثناء حديثه أمام حشد من الحاضرين في فندق ريتز كارلتون الرياض، فاجأ ترامب المستمعين بإعلانه أنه سيأمر برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بالكامل، والتي كان الكثير منها قائماً منذ عقود.

أخبار ذات علاقة

الجيش الأمريكي في سوريا

"قيد تشريعي" يعطل خطط ترامب للانسحاب من سوريا

 لكن بعد أقل من ثلاثة أشهر، فرضت إدارة ترامب على سوريا أعلى معدل تعريفات جمركية في العالم، في إجراء "محيّر" بحسب خبراء، وقد يكون أداة ضغط على دمشق نحو مزيد من الخطوات تجاه إسرائيل، كما يرجّح آخرون أن واشنطن تخطط للاحتفاظ بنفوذها على مستقبل البلاد.

والتبادل التجاري بين سوريا والولايات المتحدة محدود للغاية؛ بسبب العقوبات طويلة الأمد، إلا أن بعضه قائم، ففي 2023، صدّرت سوريا بضائع بقيمة 11.3 مليون دولار إلى الولايات المتحدة، وفقاً لمرصد التعقيد الاقتصادي، واستوردت بضائع أمريكية بقيمة 1.29 مليون دولار، مما يعني عجزاً تجارياً لواشنطن.

لكن، وفق تقرير لـ"سي بي إن سي"، فإن مراقبين يرون أن الرسوم الجمركية الأمريكية المبالغ فيها على الاقتصاد السوري المدمّر، لها "رمزية أكبر مما تشير إليه الأرقام".

ويقول الخبير جورجيو كافييرو، إن ترامب أراد إرسال رسالة واضحة ومحسوبة إلى الإدارة السورية الجديدة، وهي أن "واشنطن مستعدة لتخفيف قبضتها الاقتصادية بعد تغيير النظام، لكن في ظل الظروف التي يحددها البيت الأبيض".

ولا يستبعد كافييرو أن تكون الرسوم الجمركية وسيلة ضغط من إدارة ترمب على دمشق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي تهاجم وتحتل أجزاء من سوريا.

ويضيف: "السياسة الاقتصادية بهذا المعنى تشبه نوعاً من المقود المصمم ليتم تعديله استجابة للسلوك السياسي لحكومة أحمد الشرع والتطورات الأوسع على الأرض".

فيما يعتقد إتش إيه هيلير، وهو زميل بارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، أن الاستهداف الأمريكي لاقتصاد سوريا المنهك، يعكس نية واشنطن الاحتفاظ بنفوذها على مستقبل دمشق.

ويرى أنه لا يمكن التقليل من الرسوم الجمركية بالادعاء أن ليس هناك تبادل تجاري "حقيقي" بين دمشق وواشنطن، معتبراً أنه رغم أن العواقب الاقتصادية الفورية محدودة، لكن "لا ينبغي الاستهانة بتأثيرها النفسي والدبلوماسي".  

ويضيف: "هذا ليس اقتصاداً يعاني بقدر ما هو اقتصاد يبدو أنه على وشك الانهيار بشكل شبه دائم خلال الأشهر القليلة الماضية، ما لم يتم اتخاذ خطوات نشطة للغاية من أجل دعمه ومنحه فرصة للتعافي"، ذاهباً إلى أن أي خطوة تحيد عن ذلك "خطيرة للغاية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC