وجهت البحرية الإسرائيلية، فجر اليوم الأحد، ضربة قوية لميليشيا الحوثي استهدفت محطة للكهرباء في العاصمة صنعاء، في ثاني هجوم نوعي تنفذه البحرية الإسرائيلية.
وطالت هجمة البحرية موقعًا حوثيًّا يبعد نحو 2000 كيلومتر عن شواطئ إسرائيل، وبعمق نحو 150 كيلومترًا في عمق اليمن، وفق الجيش الإسرائيلي.
وسلط الإعلام العبري الضوء على لجوء إسرائيل لسلاح البحرية في مهاجمة "الحوثيين" مؤخرًا، بدلًا من سلاح الجو، الذي كانت مقاتلاته وسيلة الاستهداف الدائمة.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن هذه هي المرة الثانية التي تنفذ فيها هجمات دون استخدام طائرات، مشيرة إلى أن "سفن سلاح البحرية ما زالت موجودة في المنطقة".
واستهدفت الضربة، بحسب الصحيفة، بنية تحتية للطاقة تستخدمها ميليشيا الحوثي في أنشطتها الإرهابية عبارة عن مولدات في محطة للكهرباء جنوب صنعاء.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي حذَّر ميليشيا الحوثيين من إخضاعهم لحصار بحري بالإضافة إلى الضربات الجوية في حال استمرت في تنفيذ الهجمات على إسرائيل واستهداف سفن الملاحة.
وتشير مصادر عبرية إلى أن التحول نحو سلاح البحرية يسمح بالحفاظ على جهود سلاح الجو في القتال على جبهات غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران وغيرها.
وتشير القناة الـ12 العبرية إلى أن ضربة ميناء الحديدة، يوم الـ10 من يونيو/ حزيران، كانت المرة الأولى التي تفعّل فيها إسرائيل سلاح البحرية في هجماتها على ميليشيا الحوثي.
وأكدت أنه لطالما رغبت البحرية في المشاركة في الضربات على اليمن وإبراز فاعليتها وقدراتها في الساحة، إلا أن تقديم سلاح الجو كان نابعًا من "الأنا والهيبة"، حسب تعبيرها.
وذكرت القناة أن سفنًا حربية إسرائيلية استهدفت الميناء بصواريخ من على بعد 2000 كيلومتر، لتكون تلك الهجمة البحرية الأولى بعد 9 ضربات إسرائيلية نفذها سلاح الجو.
وأشارت القناة إلى أن قرار التحول العسكري، من الجو إلى البحر، ينبع من عدة اعتبارات، مثل: ملاءمة الأسلحة للمهمة والأهداف، وتوافر أدوات التنفيذ، وسياسة الجيش الداخلية.
وتمتلك البحرية الإسرائيلية صاروخ "غبرائيل-5" الذي يصل مداه إلى 200 كيلومتر، ويشمل أنظمة ملاحة GPS وINS، وهو قادر على ضرب أهداف على الشاطئ.
وكان الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي اللواء (احتياط) تامير هيمان أكد مرارًا ضرورة تفعيل دور سلاح البحرية أيضًا في اليمن إلى جانب الطيران.
وقال في تصريح له إن "البحرية قوة مناورة حاضرة، تتواجد لفترات طويلة في الساحة، وبسبب الاتساع الكبير للمجال البحري، من الصعب تحديد السفن التي تطلق الصواريخ من مدى آمن".
ونشرت البحرية الإسرائيلية سفينتي "ساعر 5" و"ساعر 6" الصاروخيتين الجديدتين في ميناء إيلات، واللتين توفران مدى وتجهيزات لساحة حربية كاليمن، البعيدة نسبيًّا عن إسرائيل.
وتتطلب الطائرات المقاتلة عمليات معقدة للتزوّد بالوقود في الجو والدخول إلى مجال جوي حساس، بينما بمقدور سفن الصواريخ، مثل "ساعر 5"، البقاء في البحر الأحمر وإطلاق نيران دقيقة من مسافة بعيدة.
وتكون التهديدات والمخاطر أقل، في البحر، في حال تعرض وسيلة الهجوم للضرر أو حدوث عطل، وبفضل الأسلحة الموجودة على السفن، لا حاجة لدخول المناطق المهددة.