ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" أن مسؤولين لبنانيين باتوا يعبّرون، "سراً وعلناً"، عن إحباط عميق من بطء التحرك الأمريكي في ملف نزع سلاح حزب الله، رغم الضغوط الدولية المتزايدة.
ومنذ فرض إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في خريف العام الماضي، توقفت الدبلوماسية، مما أثار شكوكاً حول كفاءة الفريق الأمريكي.
ونقلت الصحيفة عن وزير لبناني أن أعضاء الفريق الأمريكي "ليس لديهم خبرة أو ذاكرة مؤسسية"، مشيراً إلى فقدان الزخم الذي أحبط داعمي لبنان الخارجيين.
يتطابق كلام الوزير اللبناني الحالي، مع الوزير السابق غسان سلامة، الذي انتقد علناً في مقابلة تلفزيونية، تناقض تصريحات توم باراك، المبعوث الأمريكي المؤقت إلى لبنان.
ووصف سلامة، مبعوث الأمم المتحدة السابق، التصريحات بأنها تعكس عدم معرفة بالتاريخ اللبناني، مضيفاً: "قلل من الكلام، واعرف تاريخ البلد".
وكان باراك اتهم اللبنانيين بالحديث فقط عن نزع سلاح حزب الله دون فعل، رغم إشادته سابقاً بقرار مجلس الوزراء بنزع سلاح جميع الجهات غير الحكومية. وقال باراك: "لقد قامت الحكومة اللبنانية بدورها"، مشيراً إلى إمكانية الحصول على تنازلات إسرائيلية مقابل تسليم أسلحة حزب الله، لكنه عاد ليؤكد رفض تل أبيب.
ووفق تقرير "ذا ناشيونال"، يفتقر باراك إلى دعم البيت الأبيض، مما يضعف مصداقيته، فقد وعد بمليار دولار سنوياً للجيش اللبناني لمواجهة حزب الله، لكنه لم ينفذ. في تصريح مثير، قال: "نحن لا نسلح الجيش لمحاربة إسرائيل، بل لمحاربة شعبهم"، مما يشير إلى تشجيع محتمل لحرب أهلية.
ورأت الصحيفة أن هناك غموضاً في تمثيل إدارة ترامب، حيث حل باراك محل مورغان أورتاغوس، لكنها رافقته في زياراته، إلى جانب السيناتور ليندسي غراهام، الذي دعا لنزع سلاح حزب الله بالقوة إذا فشل السلام.
مع ذلك، يدرك اللبنانيون أهمية عدم تجاهل واشنطن، لكنهم يدعون لدبلوماسية أكثر "تنوعاً وإبداعاً"، بما يضمن هامشاً من المناورة من واشنطن وإسرائيل، وبرأي "ذا ناشيونال" فإن الحكومة اللبنانية ربّما تفكّر في إدخال دول أخرى في الضغط على حزب الله، مثل روسيا.
وبينما يضغط ترامب على بيروت للعمل سريعاً، يعيد حزب الله تجمعه دون قوة عسكرية مباشرة، في المقابل يشكو لبنان "الرسمي" بطء التنفيذ الذي يهدد وقف إطلاق النار الهش، ويُنذر بعودة الحرب في أي وقت.
لكن "ذا ناشيونال" تنوّه إلى جانب إيجابي في هذه الأزمة، وهو أنه لأول مرة منذ عقود، تُتاح للبنان "الرسمي" فرصة الانخراط في نوع من الدبلوماسية السيادية.
وقالت الصحيفة "قد لا يرضى العديد من الأطراف الخارجية عن هذا، لكن طبيعة القوة متعددة الأقطاب في المنطقة تُتيح التفكير خارج الصندوق، وإذا كانت النية الأمريكية هي إسناد لبنان إلى إسرائيل، فإن الانحياز الكامل لواشنطن يتطلب إعادة نظر".