رئيس البرلمان اللبناني: غارات إسرائيل رسالة لمؤتمر باريس وتكريم لاجتماع الميكانيزم

logo
العالم العربي
خاص

سياسي لبناني: "مكابرة" حزب الله تعطي إسرائيل الذريعة للاعتداء على لبنان

السياسي اللبناني زياد ضاهر المصدر: إرم نيوز

أكد السياسي اللبناني زياد ضاهر أن مكابرة "حزب الله" العلنية وتأخره في تسليم سلاحه، مع ما يصاحب ذلك من مناورات وتهديدات، يمنح إسرائيل ذريعة لزيادة عمليات القتل والأذى والاعتداء على لبنان.

وأشار إلى أن أحداث الروشة كانت محاولة من الحزب لـتفكيك جبهة المطالبين بحصر السلاح في يد الدولة، وضرب حالة شبه الإجماع المعارضة لسياساته وتهديده للدولة.

وأوضح ضاهر في حوار مع "إرم نيوز"، أن الجيش اللبناني في حاجة إلى تطويع أعداد إضافية في صفوفه لإتمام عملية نزع السلاح، حتى يغطي المنطقة الجغرافية الواسعة المستهدفة والقيام بالمهام المطلوبة منه، مشيرا إلى أن وضوح جدول زمني لسحب السلاح من دون دعم الجيش وتعزيز قدراته، أمر صعب على الجانب العملي في هذا التوقيت.

أخبار ذات علاقة

 حسن نصر الله الأمين العام السابق لحزب الله

دون إشعال حربٍ أهلية.. هل يستطيع الجيش اللبناني كسر "قدسية" سلاح حزب الله؟

 وتاليا نص الحوار.. 

في البداية.. ماذا استهدف "حزب الله" من أحداث الروشة؟

حاول حزب الله من خلال ما جرى في الروشة إصابة عدة أهداف بصخرة واحدة، وذلك بعد أن تبلور موقف شبه إجماع يضم رئيس مجلس النواب نبيه بري وحركة أمل، بضرورة حصر السلاح في يد الدولة، ولكسر هذا الإجماع تم استخدام هذه الحادثة لتفكيك هذه الجبهة، وعمل "حزب الله" من خلال هذه الأحداث أيضا على إتمام وقيعة بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، بغرض كسر الحكومة قرارها بسحب السلاح.

بالإضافة إلى استخدام رمزية الشهيد رفيق الحريري ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري بما يمثلان من اعتدال وكونهما مدافعين تاريخيين عن الدولة، ولذلك لعب "حزب الله" الأمر ونقيضه لإدخال الجميع في الإرباك، ومن ثم فإن الحزب يجدد عدم احترام القوانين ولا يقدر المخاطر المحدقة باللبنانيين من إسرائيل والمسؤولين الأمريكيين، ويأخذ البلد إلى المجهول من أجل صورة.

ما الصعوبات التي تواجه الدولة ومؤسساتها في نزع سلاح "حزب الله" الذي بدأ من جنوب الليطاني؟

بالطبع هناك صعوبات تواجه قوات الجيش اللبناني في ظل حاجته إلى تطويع أعداد إضافية في صفوفه ليغطي هذه المنطقة الجغرافية الواسعة ويقوم بالمهام المطلوبة منه، ولذلك كان جزء من اتفاق وقف إطلاق النار مساعدة الجيش من دول العالم بتغطية التكاليف لتطويع المزيد من الأفراد عسكريا، وهناك تمويل مطلوب لذلك لتوفير العتاد أي التجهيزات العسكرية على مستوى السلاح، وبالطبع تزداد الصعوبات مع الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي. 

لماذا تظهر حالة ضبابية حول مراحل سحب السلاح ومواعيد النزع الكامل؟

ملف سلاح "حزب الله"، شائك جدا في ظل دوره المتشعب الذي عاد بالوبال على لبنان مع علاقة ذلك إقليميا ودوليا، ولكونه ملفا حساسا فإن وضوح مواعيد سحب السلاح أمر صعب على الجانب العملي.

وعلى أية حال فإن "حزب الله" ممثل في الحكومة اللبنانية التي تأخذ قرارات سحب السلاح بالتنسيق مع الجيش، بعد قرارات 5 و7 أغسطس/ آب الماضي، حتى لو لم يكن هناك موعد محدد، ويجب ألا ننسى مراعاة تطبيق الهدف بشكل متدرج مع وجود الكثير من الضغط الإقليمي والدولي لتسريع هذه العملية، وفي الوقت نفسه، نرى تغيرات في الموقف الدولي، بعد أن كان المطلب بسحب السلاح الآن ثم بات هناك مدى زمني متغير؛ لأن الأمر مرتبط بعدة أطراف واستنزف وقتا، ولكن أعتقد أننا في مرحلة نهاية دور السلاح غير الشرعي.

أخبار ذات علاقة

سعد الحريري أمام مناصريه

سعد الحريري يعلن أمام الآلاف من مناصريه عودته للحياة السياسية

ألا يتسبب تأخير النزع برفع وتيرة الغارات الإسرائيلية المستمرة؟

كل تأخير في تنفيذ الاتفاقات يؤثر على النتيجة النهائية بوجود استقرار وأمن في لبنان، ولكن التأخير قائم من الجانبين، في ظل تعالي اعتداءات إسرائيل؛ ما يساعد على عرقلة خطط نزع السلاح، لذلك فإن تأخير نزع السلاح كنتيجة نهائية يرتبط في الأساس باستمرار هذه الغارات والخروقات الإسرائيلية وعدم التوقف عنها، خاصة أن العملية ذاتها تحتاج إلى وقت.

والمكابرة التي يقوم بها حزب الله في العلن بالتأخير والمناورة والتهديد في الكثير من الأحيان بأن السلاح لن يسلم، وفي وقت بات يقبل على مضض في الخفاء حصرية السلاح في يد الدولة، ولكن تداعيات هذه المماطلة تؤثر على مصالح الشعب اللبناني وتعطي الذريعة لإسرائيل للقيام بالمزيد من القتل والأذى في لبنان، الذي هو مدان بكل الأشكال.

هناك جهد من الدولة للدفاع عن اللبنانيين، وأي اعتداء إسرائيلي انتقاص من دور لبنان، وكل ذلك ناتج عن تعنت الحزب في تسليم السلاح للدولة، بما اتفق عليه مع إسرائيل في وقف إطلاق النار.

من الأساس، الطرف الوحيد المسؤول عن حماية اللبنانيين هو الدولة، وجرى ما جرى وخاض حزب الله تجربته إلى أن جاءت الحرب الأخيرة التي أطلقها تحت اسم حرب الإسناد وليس تحرير مزارع شبعا، في وقت كان سبب إطلاق ما يسمى "المقاومة" تحرير الأرض اللبنانية في حين أنه ذهب إلى إسناد غزة وهناك فارق بين الأمرين.

كيف ترى ما وصلت إليه الدولة فيما يتعلق بوضع المخيمات الفلسطينية بعد نزع السلاح من الفصائل هناك؟

الأمر بالطبع مرحب به، طالما كان السلاح الفلسطيني أداة للاستخدام السياسي والأمني لاسيما في حقبة الوجود السوري وانتقاصا من دور الدولة التي يجب أن تبسط سلطتها كليا في المناطق كافة من دون استثناء بما فيها المخيمات، وهو أمر جيد، ويساعد على تعزيز دور الدولة، ولا يجوز أن يكون هناك أي سلطة تحمل السلاح على الأراضي اللبنانية سوى القوات الرسمية والشرعية التابعة للدولة.

أخبار ذات علاقة

سلاح في مخيم فلسطيني في لبنان

من المخيمات إلى الضاحية.. خطة تسليم السلاح الفلسطيني "تحاصر" حزب الله

ما المطلوب من المجتمع الدولي لدعم لبنان في هذه المرحلة؟

بشكل أساسي المطلوب من المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وإعادة الأسرى، ووقف الاعتداءات، والالتزام بآلية "الميكانيزم" التي تم الاتفاق على أساسها الإدارة اليومية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والحتمية تقتضي الضغط على إيران المالكة الحصرية لقرار الحزب والمحور لتكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة والتراجع عن دورها التخريبي.

وهناك ضرورة مساعدة لبنان اقتصاديا في ظل حاجة الجيش اللبناني للدعم؛ ليتمكن من زيادة عدده وتأمين العتاد المطلوب لانتشاره في الجنوب وغيره، والقيام بمهامه الوطنية في بسط سيادة الدولة وسلطتها وجميع القوى الأمنية الأخرى أيضا، وبالطبع ندرك أن الموظفين في لبنان خاصة في القطاع العام ومن ضمنهم القوى الأمنية يتقاضون رواتب زهيدة بسبب الأزمة الاقتصادية؛ ما يشكل تحديا كبيرا لتنفيذ المهام المطلوبة من منهم.

لماذا يرفض حزب الله مشاركة المغتربين في التصويت العام على الـ 128 مقعدا في الانتخابات البرلمانية القادمة في لبنان؟

الأسباب تتعلق بالتحديات التي يواجهها الحزب، حيث هناك الكثير من الأصوات التي بعدت عنه وسيترجم ذلك في الاستحقاق النيابي القادم؛ وهو ما يظهر في صناديق الانتخابات وليس على الشاشات، ويخشى المشاركة الكثيفة للمعارضين له مما سيطيح بورقة قوة أساسية يتمسك بها في ظل اعتباره وترويجه لفكرة أنه يمثل الطائفة الشيعية في مجلس النواب.

وهذا ما يستعمله دائما بأن أي قرار يغيب عنه الشيعة هو غير ميثاقي، مثلما جرى مؤخرا مع قرار الحكومة بنزع سلاحه، حيث يتم حصر رأي الشيعة في "الثنائي الشيعي" الذي يضم حزب الله وحركة أمل في حين أن هناك رأيا آخر داخل هذه الطائفة ويجب أن يتمثل.

أخبار ذات علاقة

من اجتماع مجلس الوزراء اللبناني

لبنان.. انسحاب وزراء الثنائي الشيعي في افتتاح جلسة "نزع السلاح"

إلى أي مدى ذهبت مغامرات "حزب الله" بالجنوب وأهله من تشريد ومهجرين؟

المغامرة الأخيرة التي خاضها "حزب الله" في حرب الإسناد وليس في مزارع شبعا، عادت بالوبال على الجنوب، هناك قرى سُوّيت بالأرض وأخرى هُجّر أهلها منها؛ ما تسبب في معاناة من مشردين في كل مناطق لبنان بحثا عن مكان آمن ما بين العجزة وكبار السن والأطفال والحاجة إلى توفير أي ملاذ.

وتم العمل من جانب جمعيات ومؤسسات أهلية بعيدة عن "حزب الله" بتأمين الاحتياجات لهم وسبل معيشة ورعاية ومأوى وتدفئة في حرب جاءت بالشتاء، وهناك آلاف القصص من المعاناة والسبب في ذلك إسرائيل، ولكن من عرّضهم لذلك وقدّم لتل أبيب الذريعة والحجة لتنفيذ مخططاتها هو "حزب الله" الذي كان يدعي حماية لبنان فلم يستطع حماية قادته، ومن كان يدعي أيضا أن السلاح لحماية اللبنانيين والأرض، لكن كان القرار خارج إطار الدولة، وقدموا فرصة ذهبية لإسرائيل لضرب لبنان، وفي النهاية ألا يستحق "حزب الله" أن يُحاسب على أخطائه؛ لما دفعه أهل الجنوب من ثمن غال؟.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC