كشفت مصادر عسكرية لبنانية أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية لم تعد تستهدف فقط مواقع محددة، بل أصبحت جزءاً من استراتيجية استنزاف ممنهجة تهدف إلى كشف أي تحركات أو مخازن سرية يعتقد الجيش الإسرائيلي أن ميليشيا حزب الله تحتفظ فيها بصواريخ متوسطة أو بعيدة المدى.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن إسرائيل تستخدم سياسة "الاستطلاع بالنار" في الجنوب والبقاع، مستندة إلى معلومات استخباراتية وتقنيات مراقبة متطورة، في محاولة لإحباط أي مفاجأة عسكرية محتملة، وسط خشية متزايدة من رد مباغت قد يقلب موازين المواجهة على الحدود اللبنانية.
وقالت المصادر إن الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية والمتواصلة على لبنان لا تحتاج إلى أسباب لتستمر الطائرات الإسرائيلية باستهداف الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن إسرائيل وإن كانت قد ضربت أهدافاً سابقة في أي مكان من لبنان، فإنها تعاود الكرّة مرة ثانية وثالثة في بعض الأحيان، نتيجة معلومات جديدة تكون قد وصلتها، أو نتيجة تحركات معينة تكون قد التقطتها بواسطة وسائل متطورة لديها.
وأضافت المصادر أن لبنان كله يخضع للمراقبة الإسرائيلية سواء بواسطة أقمار صناعية، أو بواسطة وسائل تجسسية أخرى، وبسبب ذلك تجدد إسرائيل ضرب أهداف كانت تعرضت لاستهداف سابق ظناً منها أن ميليشيا حزب الله تخفي في هذه المواقع أسلحة هجومية أو نتيجة تحركات معينة لعناصرها في المواقع المستهدفة سابقاً، والأدق الاستطلاع بالنار حول مخازن ذخيرة نتيجة معلومات استخباراتية قد وصلتها.
وأشارت المصادر إلى أنَّ اعتداءات إسرائيل على لبنان تجاوزت 5 آلاف اعتداء براً وبحراً وجواً، واستمرت نحو 11 شهراً، متجاهلة جميع التحذيرات والوساطات والتدخلات الدولية، مؤكدة أن ما تقوم به تل أبيب ما هو إلا محاولة لجر بيروت إلى الحرب، إلى جانب تدمير كل مخازن الأسلحة التي لم تستطع الوصول إليها.
وخلصت المصادر إلى أنه ليس في يد إسرائيل الآن القدرة على القيام بعملية عسكرية كبيرة في لبنان، لأنها تريد أن تعرف مآلات الوضع ونهايته في غزة وإلى أين ستؤول تلك المفاوضات والاقتراحات وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة وأنها لم تتسلم بعد خرائط الأنفاق وأسلحة حركة حماس؛ ما قد يعيد الأمور إلى سابق عهدها.