"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
اختطفت ميليشيا الحوثي في اليمن، السبت، رجل دين من إحدى المحافظات الخاضعة لسيطرتها، كما قامت بإغلاق مركز خاص بتحفيظ القرآن الكريم في محافظة أخرى، في انتهاكات جديدة تعكس سلوكها الممنهج في طمس الهوية الدينية المعتدلة لدى الأوساط اليمنية.
وتأتي تلك الانتهاكات في الوقت الذي لا يزال فيه الشارع اليمني يتذكر الواقعة التي أقدمت من خلالها ميليشيا الحوثي، في الفاتح من الشهر الجاري، على محاصرة منزل شيخ ديني في محافظة ريمة لعدة ساعات، وهو الشيخ صالح حنتوس، وقصف منزله، حتى أدى ذلك إلى مقتله، وإصابة زوجته بجروح خطيرة، بدعوى عدم امتثاله لأوامرهم بوقف تحفيظ وتعليم أبناء قريته القرآن الكريم.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ": "أقدمت ميليشيات الحوثي الإرهابية على اختطاف إمام مسجد وأحد معلمي القرآن الكريم بمحافظة البيضاء وسط اليمن، بالإضافة إلى إغلاق مركز لتحفيظ القرآن في محافظة إب المحاذية لها شرقًا".
ونقلت الوكالة عن مصادر حقوقية تفاصيل كلا الواقعتين، إذ أشارت في الحادثة الأولى إلى أن "عناصر مسلحة تابعة لميليشيا الحوثي اقتحمت منزل إمام جامع السنة ومدرس القرآن الكريم الشيخ أحمد حسين الوهاشي في منطقة مذوقين شرقي محافظة البيضاء، واختطفته من داخل منزله واقتادته إلى جهة مجهولة".
وشهدت قرية اللكمة بمديرية المخادر شمالي محافظة إب، إقدام عناصر حوثية مسلحة على اقتحام مركز "تاج الوقار" لتحفيظ القرآن الكريم وإغلاقه بالقوة، فارضين قرارات صارمة على القائمين على المركز بالامتناع عن الاستمرار في فتح المركز، ومواصلة تعليم أطفال وطلاب القرية.
في الوقت نفسه، وصفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات – غير حكومية – الانتهاكات الحوثية هذه بـ"التصعيد الخطير"، معتبرةً هاتين الجريمتين بأنهما "تأتيان في إطار حملة ممنهجة تستهدف أئمة المساجد والعلماء والدعاة، بالإضافة إلى معلمي ومراكز ودور تعليم القرآن الكريم في مناطق سيطرة الميليشيا".
من جهتها، نوّهت منظمة مساواة للحقوق والحريات – غير حكومية – إلى "خطورة هذه الممارسات والانتهاكات الحوثية الممنهجة على النسيج الاجتماعي والديني في اليمن"، مُحذّرةً من "إصرار الميليشيا على إخضاع كل المؤسسات الدينية والتعليمية لرقابتها المشددة".
وأكدت منظمة مساواة على أن "هذه الوقائع تأتي امتدادًا لسلسلة انتهاكات متكررة تطال أئمة المساجد ومعلمي القرآن ودور العبادة والتعليم، ما يشكل خطرًا مباشرًا على النسيج الاجتماعي والديني في البلاد"، معتبرةً منهاج الحوثيين في "إخضاع المؤسسات الدينية والتعليمية لرقابة مناصريها، ومحاولة فرض أيديولوجيتها الطائفية على المجتمع اليمني بقوة السلاح، يمثل انتهاكًا صارخًا للدستور اليمني والقانون الدولي الإنساني".
