وجه بشارة بحبح رئيس جمعية "العرب الأمريكيين من أجل السلام" والوسيط بين حركة حماس وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسالة دعم لسكان قطاع غزة، وعدهم فيها بالوقوف إلى جانبهم؛ ما أثار تساؤلات حول دور محتمل له في ملف "اليوم التالي" للحرب.
تأتي هذه الرسالة في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة محاولات لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط ترقب لتطورات محتملة بشأن إدارة القطاع بعد الحرب.
وقال الخبير السياسي هاني العقاد، إن "بشارة بحبح جزء من فريق المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ما يرجّح إمكانية تكليفه بدور مستقبلي في إدارة مرحلة انتقالية أو إعادة الحياة المدنية في القطاع".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "رسائل بحبح تعكس اهتماما أمريكيا بالملف الفلسطيني بعد الحرب، لكن الحديث عن إدارة محددة لغزة سابق لأوانه ولا توجد اتفاقات أو أسماء معلنة بعد".
وأوضح العقاد أن واشنطن تسعى حاليا لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار، بعد الخرق الأخير الذي كاد أن يُفجّر الاتفاق لولا تدخلها السريع، لافتا إلى أن الجهود الأمريكية تتركز على تثبيت المرحلة الأولى والانتقال للثانية، ضمن خطة متكاملة لإعادة ترتيب الوضع في غزة.
واعتبر أن الحديث عن ترتيبات الحكم ما زال مبكرا؛ إذ إن الأولوية الأمريكية الآن هي منع انهيار الاتفاق، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية ستكون مفصلية في تحديد شكل إدارة القطاع مستقبلاً.
وأفاد العقاد بأن "وجود شخصية عربية أمريكية مثل بشارة بحبح مهم في التصوّر الأمريكي لإدارة ما بعد الحرب في غزة، لكونه يحظى بقبول من الجانبين الفلسطيني والأمريكي"، موضحا أن واشنطن لا تتحرك بمعزل عن شخصيات ذات قبول مزدوج وفهم دقيق للواقع.
ورجّح العقاد أن يلعب بحبح دورا داعما أو مساعدا ضمن فريق إدارة ما بعد الحرب، وليس كرئيس لمجلس حكم، مشددا على أن السيناريوهات لا تزال غير واضحة، ومن المبكر طرح حسمٍ بشأنها.
وتابع العقاد أن "شخصيات مثل بحبح تمثل أدوات مهمة في رسم المشهد السياسي المقبل، لا سيما مع اقتراب تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".
من جانبه، قال الخبير السياسي أحمد عوض، إن "مضمون الرسالة التي أرسلها بشارة بحبح ينسجم مع الرؤية الأمريكية للمرحلة الانتقالية في غزة"، مستبعدا أن يكون في ذلك "ضوء أخضر" لدور رسمي لبحبح.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "شكل الإدارة المقبلة للقطاع لم يُحسم بعد، وما يجري حاليا هو جزء من حراك سياسي أوسع لم تتضح ملامحه النهائية"، موضحا أن رسالة بحبح تعكس التوجه الأمريكي لتثبيت وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات لغزة، بالتزامن مع تصاعد جهود واشنطن لمنع إسرائيل من إفشال التهدئة أو التضييق على السكان.
وبيّن عوض أن "الخطة الأمريكية المقترحة لإدارة غزة تقوم على تولي هيئة تكنوقراط فلسطينية مسؤولية الإدارة المدنية والخدمات، في حين يقتصر الدور الأمريكي على الإشراف والتنسيق، إلى جانب تقديم الدعم السياسي والمالي وربما الأمني".
وتابع أن "الهيئة ستعمل بتنسيق مباشر مع مجلس السلام، الذي قد يضم شخصيات مثل بشارة بحبح ممن يحظون بقبول محلي ودولي".
واعتبر أن ما يُطرح هو نموذج لإدارة متعددة الأطراف بإشراف دولي وعربي، مشروط بإرادة سياسية قوية وغياب أي خروقات قد تهدد الخطة.
وأشار عوض إلى أهمية الشخصيات العربية الأمريكية مثل بشارة بحبح في التحركات الدبلوماسية المتعلقة بغزة، موضحا أن الإدارات الأمريكية تعتمد على مبعوثين من أصول محلية لفهم الواقع بشكل أفضل وبناء ثقة مع الأطراف المعنية.
ولفت إلى أن "هؤلاء الأشخاص يتقنون اللغة ويمتلكون معرفة عميقة بالسياق الاجتماعي والسياسي؛ ما يعزز قدرتهم على التأثير والتواصل"، مبينا أن بحبح، كأمريكي من أصل فلسطيني، يندرج ضمن هذا النهج، وقد يلعب دورا في دعم وترويج الرؤية الأمريكية لإدارة غزة في المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما طُبّقت الخطة السياسية المرتقبة بعد الحرب.
واستدرك أن "بحبح يلعب أدوارا تنسيقية وتفاوضية لكن حجم دوره وتأثيره غير واضح بعد، كما أن دوره مرتبط بدعم الإدارة الأمريكية وقبوله من الفلسطينيين والإسرائيليين، ولديه علاقات واسعة، وظهوره الإعلامي المتكرر جعل منه شخصية معروفة خلال مفاوضات حماس وأمريكا".