قال رجل الأعمال الفلسطيني الأمريكي بشارة بحبح، الوسيط غير الرسمي بين الإدارة الأمريكية وحماس، إن الحركة طلبت منه إرسال رسالة إلى واشنطن تؤكد استعدادها لتسليم إسرائيل جميع الجثث الإسرائيلية فور العثور عليها.
وأوضح بحبح في حوار مع "إرم نيوز" أن القصف الإسرائيلي دمر معالم واسعة في قطاع غزة، مما صعّب عملية تحديد مواقع جثث الرهائن، مشيرا إلى أن حماس تنتظر وصول فرق فنية وآلات من تركيا للمساعدة في العثور على مواقع الجثث.
وأضاف بحبح أن حركة حماس طلبت منه شرح تفاصيل صعوبة التوصل إلى الجثامين للجانب الأمريكي، والتأكيد على أن حل هذه الأزمة ليس بيدها وحدها، وأن استخدام تقنيات حديثة سيساعد في التعرف على الجثث وتسليمها.
هل سيكون ملف إعمار غزة ذا وتيرة متسارعة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع المزايا الاقتصادية المحتملة للولايات المتحدة؟
للأسف الشديد، لم تبدأ المباحثات فيما يتعلق بالمرحلة القادمة من الاتفاق الذي تم التوصل إليه، ومن المهم أن يتم الوضع في الاعتبار، أن موسم الشتاء على الأبواب، ومن الضروري دخول المعدات في أقرب وقت ممكن.
لماذا تعقدت أزمة الجثامين الإسرائيلية لدى حماس بهذا الشكل؟
الجانب الإسرائيلي ينتظر وصول الجثث، ولكن تصدرت مشكلة أساسية، أن الجثامين يصعب إيجادها، السبب الرئيس في ذلك أن من كان بحوزتهم تلك الجثث من حماس قتلوا في وقت غيرت فيه إسرائيل المعالم في قطاع غزة بحيث تم محو آثار أو دلائل ودفن الجثث مع استمرار القصف وقت الحرب، وبالطبع بات من الصعب الوصول لبعض الجثامين، ومن هذا المنطلق، فإن حماس في انتظار قدوم تقنيين بمعداتهم المتطورة من تركيا لإيجاد الجثامين والتوصل إليها، والحركة ليس لديها أي اهتمام في إبقاء أي جثة إسرائيلية معها.
ما دورك في المرحلة القادمة كوسيط في إطار تمتين اتفاق غزة وعدم تعرضه لأي تصدع؟
بالطبع أعمل على تقديم أي مساعدة تحافظ على ما تم التوصل إليه في الاتفاق وإنجاحه، في الساعات الأخيرة اتصلت بي حركة حماس، وأكدوا استعدادهم لإعطاء تل أبيب جميع الجثث الإسرائيلية، ولكن فور اكتشافها، وضرورة إيصال هذه الرسالة إلى واشنطن.
بالنسبة للجانب الأمريكي كيف سيتعامل مع هذا الأمر؟
حركة حماس طلبت مني أن أشرح للولايات المتحدة تفاصيل مشكلة عدم التوصل إلى الجثامين، والتأكيد على أن حل هذه الأزمة ليس في يدهم، وأن وجود تقنيات حديثة ستساعدهم في ذلك، وسيكون له أثر في التوصل والتعرف على جثث الإسرائيليين الذين كانوا بحوزتهم.
بعد الدور الذي قمت به في المرحلة الماضية، وما زال يتجدد أيضا في الوقت الحالي مع أزمة الجثامين الإسرائيلية، أنوي فتح مكتب للعرب الأمريكيين من أجل السلام في واشنطن، وأن أكون هناك صوتا لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
ما أبرز أشكال الوساطة التي قمت بها وما الرسائل التي كان يؤكد عليها الرئيس ترامب من خلالك؟
كانت متعددة ومختلفة في كل مرحلة، أحيانا كنت أقوم بإيصال رسالة لحماس من الجانب الأمريكي أو العكس، أحيانا أضطر أن أكون بجانب دوري كوسيط أن أمهد الأمور وأقوم بتهدئة الأجواء، بمعنى كانت تصلني رسائل حادة جدا لحماس ومطلوب إيصالها للحركة، لم أكن أستطيع تقديمها بالنبرة نفسها حتى لا تتعقد الأمور، فاضطر إلى تعديلها حتى يتم الوصول إلى نتيجة جيدة بدلا من الذهاب إلى حرب كلامية.
لم يقتصر الدور على ذلك، ولكن في نهاية المطاف وصلنا إلى مرحلة أن مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، طلب مني أن أكتب التفاهمات التي تمت بين الجانب الأمريكي وحماس عن طريقي وهذا كان أساس ما أطلق عليه مقترح ويتكوف.
الرئيس ترامب تحدث في الكنيست عن أمله في سلام مع إيران.. ماذا وراء ذلك؟
ليست لدي معلومات في هذا الصدد، وليست هناك أية تفاصيل جديدة بخصوص هذا الاتجاه على الأقل حتى اللحظة.
هناك من يرى أن حديث ترامب في الكنيست بخصوص عقد مفاوضات مع إيران قد يكون فخًا جديدًا مثلما جرى وقت حرب الـ12 يومًا؟
لا أتصور أنه يمكن استخدام هذا الفخ أكثر من مرة، ويحقق نفس النجاح، الرئيس ترامب كان له هدف في الهجوم على إيران المرة السابقة في شهر يونيو الماضي، والحقيقة أن في قناعته تم إنجاز الهدف الذي يريده، فلا داعي لضرب إيران مرة أخرى.
