بوتين: روسيا ستسمح لمواطني الصين بدخول أراضيها بدون تأشيرة
دخل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام في ما يشبه "المواجهة"، بحسب مصادر مطلعة في مجلس الوزراء اللبناني، خلال لقائه مؤخرًا مع المبعوث الأمريكي توماس باراك، الذي رافقته نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، وذلك في ما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة والمتعددة الأشكال في جنوب لبنان.
وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن سلام نبّه باراك إلى خطورة عدم قيام الولايات المتحدة في هذه المرحلة بدور فعّال لوقف الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، وهو ما ستكون له تأثيرات سلبية على مسار القرار التاريخي للحكومة اللبنانية بنزع السلاح وحصره بيد الدولة.
ووفقًا للمصادر، أوضح سلام أن "تلك الاعتداءات تهدد السيادة اللبنانية، وتؤثر مباشرة على جهود سحب السلاح"، مشيرًا إلى أن "حزب الله قد يستغل هذه الاعتداءات أمام حاضنته الشعبية، كما قد تؤثر على القوى السياسية التي تعارض الحزب لكنها تؤيد قرار الدولة".
وأضافت المصادر أن سلام أشار أيضًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية قد تُربك الجيش اللبناني المعني بتنفيذ خطة نزع السلاح، والتي تعمل على إعدادها لجنة عسكرية من الجيش لتقديمها في نهاية الشهر الجاري، مؤكدًا أن استمرار الغارات سيشتت الجهود بين مواجهة العدوان وتنفيذ الخطة.
ولفت سلام إلى أن هذه الاعتداءات تضغط على الدولة اللبنانية، خصوصًا في توقيت حساس يسبق طرح الخطة، إذ تستمر الغارات الإسرائيلية وتستهدف عناصر في الجنوب، إضافة إلى ضرب جرافات تمنع إعادة إعمار المنازل المدمرة نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
واعتبر سلام أن الأخطر من كل ذلك هو استمرار إسرائيل في خرق السيادة اللبنانية، عبر توغّل جيشها لأكثر من 2 كم داخل الحدود الجنوبية، وإنشاء منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية، في وقت وصلت فيه الغارات بالطائرات المسيّرة إلى محيط نهر الليطاني، بل وحتى إلى سماء الضاحية الجنوبية في بيروت.
وأكد سلام على أهمية الدور الأمريكي في إنجاح عملية نزع السلاح، مشددًا على أن هذه التجاوزات الإسرائيلية قد تُستغل لإفشال العملية خلال الأشهر الأربعة القادمة، وهي الفترة الزمنية المقررة لتنفيذ الخطة، والتي تتطلب أيضًا توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني من أصدقاء لبنان، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لتمكينه من تنفيذ مهامه وفق ما تقرّه الدولة والحكومة.
ونقلت المصادر أن باراك عبّر، خلال لقائه مع سلام، عن تقديره للخطوات التي قامت بها الحكومة اللبنانية من الناحية السياسية والدبلوماسية والمجتمعية في مواجهة "حزب الله"، وصدور قرار بنزع سلاحه.
كما أشاد بالموقف الرسمي تجاه التصريحات الإيرانية الرافضة لنزع السلاح، حيث اعتبرت بيروت أن القرار سيادي ولا يقبل التدخل.
وأشار باراك أيضًا إلى طريقة تعامل الحكومة اللبنانية مع زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي حضر الأسبوع الماضي إلى بيروت للضغط بشأن الملف ذاته، مشيدًا بكيفية تعاطي المسؤولين اللبنانيين مع الزيارة.
وفي الوقت الذي تحدث فيه باراك عن نية واشنطن العمل على إقناع إسرائيل بوقف الإجراءات التي قد تُعرقل عملية نزع السلاح، لا سيما أن "حزب الله" من المتوقع أن يتخذ خطوات لعرقلة التنفيذ، أشار إلى أن بلاده كانت واضحة منذ البداية بأنها لا تقدم التزامات بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، أو بعدم تنفيذ ضربات تستهدف مواقع أو عناصر الحزب داخل الأراضي اللبنانية.
لكنه أكد أن السير قُدمًا في خطة نزع السلاح وتنفيذها ضمن جدول زمني محدد، سيكون له أثر كبير في تقليص الغارات الإسرائيلية في الجنوب، لأن الجيش اللبناني سيكون قد تسلّم المسؤولية، وبالتالي تنتفي مبررات إسرائيل بشأن وجود تهديد مصدره الأراضي اللبنانية.