قال الباحث الفرنسي المختص في العلاقات الدولية ألكسندر روسييه، إنّ الوضع الحالي في سوريا هو نتيجة متوقعة لانهيار النظام دون وجود بدائل أمنية أو سياسية حقيقية، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي.
وأشار روسييه، الذي يعمل في "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية" لـ"إرم نيوز"، إلى أن "التحذيرات الأمريكية والأممية بشأن سوريا قد تستند إلى معلومات استخباراتية عن تحركات سرية لجماعات مسلحة، بعضها كان جزءاً من المشهد الإرهابي في العراق وسوريا" وذلك في تعليقه على تحذير وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من احتمال اندلاع حرب أهلية في سوريا خلال أسابيع.
وأوضح روسييه أن احتمال تحول سوريا إلى ساحة صراع إقليمي جديد بين وكلاء محليين ودوليين ليس مجرد سيناريو افتراضي، بل يبدو قريباً من الواقع، خصوصاً مع تسارع الهجمات على الأقليات وتفكك الهياكل الانتقالية.
وأكد أن "هذه التحذيرات ليست مجرد قلق دبلوماسي، بل تعكس معطيات استخباراتية مقلقة حول إعادة تموضع الجماعات المسلحة داخل البلاد، ورغم أن رفع العقوبات قد يمهد لتدخلات إقليمية إيجابية، إلا أنه بدون توافق داخلي ومصالحة حقيقية، يبقى خطر الانزلاق إلى فوضى دموية قائماً بشدة".
وأشار روسييه إلى أن "التقارير الاستخباراتية تؤكد تحركات مشبوهة في مناطق حساسة بسوريا، خاصة في الجنوب والبادية، معتبراً أن السيناريو الأكثر واقعية هو أن تتحول سوريا إلى مسرح لتصفية حسابات بين وكلاء محليين وإقليميين، في ظل استمرار التشرذم السياسي والانهيار المؤسسي، مما يجعل الحرب الشاملة خياراً أقرب من أي وقت مضى".
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حذر قبل أيام من أن السلطة الانتقالية السورية ربما تكون على بُعد أسابيع من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة، مدافعا عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا والتواصل مع حكومة دمشق.
وقال روبيو للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "بصراحة، في ظل التحديات التي تواجهها، فإن السلطة الانتقالية ربما تكون على بُعد أسابيع، وليس شهورا، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد كارثية، في مقدمتها تقسيم البلاد".