logo
العالم العربي
خاص

كارتلات الظل.. كيف نسج حزب الله شبكته المالية والأمنية في عمق أمريكا الجنوبية؟

مقاتلون من حزب الله يرفعون العلم اللبناني وعلم حزب اللهالمصدر: رويترز

كشفت مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى وأخرى مطلعة في البرازيل، عن أن الثقل المالي لميليشيات حزب الله، في دول أمريكا الجنوبية، عبر البرازيل والأرجنتين وباراغواي بالإضافة إلى فنزويلا، حقق أرباحا العام الماضي، تقدر بمئات الملايين من الدولارات، من أعمال تبييض الأموال وتجارة المخدرات والسلاح وتهريب النفط.

وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه التقديرات المالية جاءت من تقارير متابعة ورصد لأجهزة استخبارات غربية، وحددت أن تلك الأرباح ناتجة عن أعمال "مجرمة" تقوم بها الميليشيات الفاعلة في أمريكا الجنوبية، مشيرة إلى أن حجم المكاسب غير محددة في رقم معين، لعدم وضوح نسب مشاركة شخصيات مالية محسوبة على حزب الله تعيش بالقارة اللاتينية، في شركات رسمية وتقوم بأعمال تجارية مشروعة في الوقت ذاته، وتستغل هذه المؤسسات في تدوير أموال وأرباح من تجارة المخدرات والتهريب وتقليد المنتجات والسلاح. 

ويقول مصدر دبلوماسي لبناني رفيع المستوى، أن هناك تقارير غير معلن عنها لأجهزة استخبارات غربية، تقوم بتتبع نشاط حزب الله، قدرت أرباح الميليشيات من الأعمال غير المشروعة في أمريكا الجنوبية عبر بلدان فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وباراغواي، من تجارة المخدرات والسلاح والتهريب وتقليد المنتجات وصولا إلى تبييض الأموال، في عام 2024، بمئات ملايين الدولارات.

وأضاف المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا الحجم من الأرباح الصافية في الأعمال المشبوهة، منفصلة عن نشاط رسمي لعناصر بارزة في الذراع المالي الدولي للميليشيات اللبنانية في أمريكا الجنوبية، تعمل في مجالات البناء وموادها والاستيراد والتصدير والنفط، في وقت دبرت فيه عدد كبير من هذه العناصر، الواجهات لأعمال تجارة المخدرات والسلاح وتهريب الذهب.

أخبار ذات علاقة

"واشنطن تضغط وباريس تساند".. سباق حاسم لنزع سلاح حزب الله

"واشنطن تضغط وباريس تساند".. سباق حاسم لنزع سلاح حزب الله (فيديو إرم)

وبحسب المصدر، فإن اختراق أجهزة غربية لهذه الدائرة والوصول إلى جانب من المعلومات حول الأنشطة المشبوهة وأرباحها، جاءت عبر عدة سبل من بينها، ما نتج عن وجود خلافات بين رجال أعمال لبنانيين منتمين لحزب الله، حول الفوز بصفقات في مجال النفط، فضحت تفاصيل كثيرة لهذا الاقتصاد غير النظيف.

وأفاد المصدر، أن من أبرز مصادر تمويل حزب الله في أمريكا الجنوبية، شبكات عملاقة من شركات شرعية وغير شرعية، تعمل على غسيل الأموال من أنشطة يعاقب عليها القانون في صدارتها تجارة المخدرات من جهة وأيضا تبييض أموال لعصابات مخدرات عبر شركات مملوكة للميليشيات اللبنانية، تعمل في التجارة ومجالات أخرى منها الذهب مقابل نسب من أرباح التبييض، خاصة في فنزويلا.

وفي هذا السياق، بين مصدر مطلع في ريو دي جانيرو، أن المنطقة الحدودية الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين وباراغواي، بالأخص في فوز دو إغواسو البرازيلية المتاخمة لمدينة سيوداد ديل إستي البارغوانية ويفصل بينهما نهر بارانا مع مدينة بويرتو إجوازو، باتت مسرحا لعمليات مجموعات تعمل لصالح حزب الله، تقوم بتبييض أموال المخدرات والسلاح الذي تبيعه للعصابات في أمريكا الجنوبية، عبر شبكة تجارة متعددة وبجانب العمل في مجال الصيرفة.

وذكر المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه العمليات تكون محمية من شخصيات سياسية وأمنية في الدول الثلاث البرازيل والأرجنتين وباراغواي، ويمتلكون نفوذا واسعا في مؤسسات صناعية واقتصادية وبنوك، ليتم على أثر ذلك، توفير ممر شرعي لتلك الأموال التي يتم إدخالها في استثمارات عبر واجهات منها شركات متعددة الجنسيات، تعمل بالمضاربة في أسواق المال العالمية، مما يوفر حركات سريعة لهذه الأموال بشكل يصعب تتبعها.

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو ودونالد ترامب

فنزويلا على صفيح ساخن.. مادورو يحشد الميليشيات استعدادا لـ"غزو" أمريكي

واستكمل المصدر، أن المثلث الحدودي من أكبر المراكز الدولية التي تمد حزب الله وشبكته العملاقة بالأموال ومعظمها مصادر غير شرعية بمصانع للمخدرات والتهريب، وتشهد أيضا أنشطة تجري وراء الكواليس، لأعمال غير شرعية تتعلق بالجريمة المنظمة في العالم.

ولفت المصدر إلى أن الحكومة البرازيلية الفيدرالية على علم بهذا النشاطات وتمتلك البيانات الكاملة ومسارات كثيرة للعميات غير النظيفة وكيفية غسل أموالها ولكن من المستبعد ضرب هذه المصالح من جانبها بشكل أو آخر في ظل شبكة محكمة ومرتبطة بأشخاص ذوي نفوذ بدول في أمريكا الجنوبية ولذلك من الصعب أن تتلقى هذه الأنشطة أي تعامل جاد.

واستطرد أن هناك ثقلا لأموال وأنشطة حزب الله في فنزويلا والتي تدور بشكل كبير في استثمارات بمجال النفط وهي متداخلة في مؤسسات تحظى بعقود طويلة الأجل مع شركات كبرى من دول أوروبية، تتم عبر شركات شحن وتفريغ بطرق غير شرعية، وهي طريقة تتبع بشكل كبير من جانب إيران لتهريب نفطها وبيعه في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها .

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC