كشف مصدر حكومي رفيع المستوى عن عرض العراق الوساطة بين روسيا وأوكرانيا؛ بهدف فض النزاع الدائرة بين الطرفين، مشيرًا إلى أن الجانب العراقي ينتظر رد الطرفين للمباشرة بتلك الخطوة.
وقال المصدر، لـ "إرم نيوز"، إن "الحرب الروسية الأوكرانية مازالت تلقي بظلالها على اقتصاد وأمن العالم أجمع، فأضرارها لم تقتصر على البلدين أو البلدان المجاورة فقط، بل امتد نحو باقي دول العالم، ولا سيما ما يتعلق بأسعار النفط والغاز والغذاء، حيث إن غالبية حبوب العالم (الحنطة والقمح) تأتي من البلدين المتصارعين".
وأضاف أن "العراق يمتلك علاقات دبلوماسية وثيقة وطيبة مع كل من موسكو وكييف، وهو يقف على مسافة واحدة بين الطرفين، لذا عرضت القيادة السياسية العراقية الوساطة لحل الأزمة والصراع المحتدم بين الجانبين".
وأكد، المصدر، الذي اشترط حجب أسمه، أن "الحكومة والخارجية العراقية تنتظر رد روسيا وأوكرانيا حول قبول الوساطة العراقية للمباشرة بعقد لقاءات ثنائية تجمع البلدين، والتوصل إلى حلول قد تجنب العالم ويلات حرب واسعة وشاملة".
ورغم التقارب العراقي الروسي، إلا أن الحكومة العراقية ومنذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف منذ (شباط 2022) وقفت على الحياد ولم تنخرط بصراع المحاور، وأجرت لقاءات وزيارات عديدة مع كل من البلدين.
ويرتبط العراق منذ الاتحاد السوفيتي بعلاقات واسعة مع روسيا، حيث كان يعتمد بشكل كبير على التسليح الروسي إبّان حرب الخليج الأولى مع إيران، والتي بلغت حينها قيمة المبيعات العسكرية الروسية للعراق بحوالي 31 مليار دولار أمريكي.
ومع تصاعد الاضطرابات المسلحة في سوريا، نسق العراق بشكل كبير من الجانب الروسي عمليات محاربة التنظيمات الإرهابية ومنها داعش، فيما كان العراق واحداً من الدول التي تربطها علاقات مباشرة مع روسيا بعيد الحرب الروسية الأوكرانية.
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد أكد في (آذار عام 2024) استعداد العراق للعمل كوسيط لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، إذا كان هناك طلب من موسكو وكييف للتوسط.
وقال الوزير على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي "إذا توجه إلينا الطرفان (روسيا وأوكرانيا) بطلب الوساطة فسنتخذ خطوات في هذا الاتجاه"، مشيراً إلى أنه كان ضمن فريق الاتصال الذي شكلته جامعة الدول العربية، والذي ضم وزراء خارجية مصر والجزائر والعراق والأردن والإمارات والسعودية والسودان، بالإضافة إلى الأمين العام، في آذار 2022.