طالبت صحيفة "جوزليم بوست" العبرية بإحياء "عقيدة بيغن" لمنع إيران من التحول إلى دولة نووية، وذلك بعد استبعاد "السيناريو الليبي" الذي اقترحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والذي يقوم على تفكيك إيران لبرنامجها النووي "طواعية" كما فعلت طرابلس في 2003.
و"عقيدة بيغن" تعود إلى العام 1981، عندما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، مناحيم بيغن، في السابع من يونيو/ حزيران من ذلك العام بقصف مفاعل "أوزيراك" النووي العراقي.
وبعد يومين، برر بيغن القصف في خطاب إلى المجتمع الدولي بقوله "لو وقفنا مكتوفي الأيدي، سنتين أو ثلاث سنوات، أو أربع سنوات على الأكثر، وكان صدام حسين قد أنتج قنابله الثلاث أو الأربع أو الخمس حينها، لضاع هذا البلد وهذا الشعب بعد المحرقة".
وتقول "جوزليم بوست" إن القصف الاستباقي للطموح النووي العراقي في بداياته "أصبح يُعرف لاحقاً بعقيدة بيغن، وهو مبدأ استراتيجي ينص على أن إسرائيل لن تسمح للأنظمة المعادية بامتلاك أسلحة نووية".
وفي عام 2007، أعيد تفعيل "عقيدة بيغن" عندما أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إيهود أولمرت، بتدمير المفاعل النووي السوري السري بعد رفض الولايات المتحدة التدخل. وتقول الصحيفة العبرية إن أولمرت قال للرئيس جورج دبليو بوش: "إذا لم تتخذوا إجراء ضد المفاعل، فسنفعل نحن".
وبحسب "جوزليم بوست" فإن إسرائيل تواجه اليوم وضعاً مشابهاً، لافتة إلى تقارير بأن إسرائيل تدرس جدياً مهاجمة البرنامج النووي الإيراني عدة مرات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، بعد أن أطلقت طهران أكثر من 200 صاروخ باليستي على إسرائيل.
ووفقًا للواء المتقاعد عاموس يادلين، الذي شارك في مهمة أوزيراك وترأس لاحقاً الاستخبارات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي، فإن "هجمات إسرائيل على المفاعلات النووية قيد الإنشاء في العراق وسوريا أسفرت عن تدميرها بالكامل، ودون وقوع إصابات".
وفي ورقة بحثية صادرة عن معهد دراسات الأمن القومي عام 2018، جادل يادلين بأن تدمير هذه المنشآت في عامي 1981 و2007 أخّر الطموحات النووية للعراق وسوريا لسنوات، أكثر بكثير مما كان يمكن تحقيقه من خلال العقوبات أو الضغوط الدبلوماسية.
لكن يادلين حذّر أيضاً من أن إيران تُشكّل تحدياً أكثر تعقيداً، مضيفاً أن "برنامجها مُشتّت، مدفون في أعماق الأرض، ومحمي بدفاعات محصّنة". ومع ذلك استدرك "يبقى المبدأ قائماً: لا يُمكن لإسرائيل الاعتماد على الآخرين للتحرك بدلاً منها".
