يرى خبراء أن خطة الحكومة السورية لتنظيم الامتحانات في مناطق الإدارة الذاتية شمال شرق البلاد، تمثل خطوة تنفيذية لاتفاق سياسي أوسع بين دمشق والقيادات المحلية، يهدف إلى دمج الهياكل الإدارية والتعليمية تدريجياً، وتقليص الفجوة القانونية والمؤسسية في تلك المناطق.
ويشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة جاءت استجابة لاحتياجات طلاب المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المركزية، حيث لطالما واجهوا صعوبات تتعلق بعدم الاعتراف بالمناهج المحلية، وصعوبة الوصول إلى مراكز الامتحانات الرسمية، ما استدعى تشكيل لجان مشتركة وتفويض إدارات محلية بصلاحيات تنهي هذه المعاناة.
استكمال لاتفاق "عبدي - الشرع"
وحول هذا الموضوع قال الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور إبراهيم مسلم، إن هذه الخطة هي استكمال لاتفاق "عبدي - الشرع"، بدمج جميع الهياكل، فبعد هذا الاتفاق تم تشكيل لجان، حيث أعطيت الأولوية لجانب التربية والتعليم.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن وزير التربية السوري محمد عبد الرحمن تركو، الذي ينحدر من أصول كردية، أصدر مؤخراً قرارا باللامركزية الإدارية بالنسبة للتربية والتعليم، أي أن مدراء التربية والمحافظين هم من يتولون إدارة المديريات في المحافظات التي ينحدرون منها، وبتفويض من الوزير يحق لهم إصدار القرارات.
وأوضح مسلم أن موضوع التفويض أثار حفيظة الكثيرين ممن يخافون من مصطلح "اللامركزية"، ورغم ذلك، جاء القرار ليلبي احتياجات الطلاب في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة المؤقتة في دمشق؛ لأن المناطق الأخرى قراراتها سارية المفعول، أما مناطق الإدارة الذاتية، فعندما أقر وزير التربية والتعليم هذا القرار فتح المجال أمام مدراء التربية أو المحافظين لاتخاذ القرارات المناسبة لمسألة الامتحانات والمناهج وغير ذلك.
وضع أمني هش
وأشار إلى أن المفاوضات لازالت جارية بين مؤسسات الإدارة الذاتية المعنية ومؤسسات الحكومة السورية لتأكيد القرار، في ظل الوضع الأمني الهش، الذي يعيق عملية خروج الطلاب إلى امتحاناتهم الإعدادية والثانوية في المناطق الأخرى.
وعن سبب تقديم طلاب شمالي وشرقي سوريا لامتحاناتهم خارج مدنهم، بيّن مسلم أن في ظل المربع الأمني في العهد السابق كانت الامتحانات تُجرى بمناطق تواجد النظام السابق، وبعد سقوطه طرأت مشكلة أخرى تتعلق بعدم الاعتراف بمناهج الإدارة الذاتية، لذلك تتم الآن معالجة هذا الأمر في ظل اتفاق "عبدي - الشرع".
منهاج الإدارة الذاتية
من جانبه، قال المحلل السياسي، إبراهيم كابان، إنه أيام النظام السوري السابق كان هناك منهاج خاص لمناطق الإدارة الذاتية، ووفق هذا المنهاج كانت تُجرى الامتحانات في المنطقة، بالمقابل الإدارة الذاتية لم تسمح للنظام السوري بافتتاح مدارس في مناطقها؛ ما دفع بالطلاب للذهاب إلى المدن الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، لتقديم الامتحانات.
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن منهاج الإدارة الذاتية كان غير مقبول لدى النظام السابق، وحالياً هناك اتفاق بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، من خلال اللجان المتفق عليها، حيت تتم المفاوضات حول هذا الأمر على مراحل بعد دراسة الموقف من كلا الطرفين، وقد وصل الطرفان إلى اتفاق أوّلي أن تتم الامتحانات في مراكز مناطق ومدن الإدارة الذاتية.
وأشار إلى أن اللجان التي تم تشكيلها بين الطرفين والإجراءات التي تمت في مقاربات هذا الأمر، لم تتوقف في كل المجلات، ومن بينها معالجة هذا الملف؛ ما سيخفف من معاناة الطلاب في ظل الأوضاع الحالية.
