تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
أكد العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية مع قوات "اليونيفيل"، أن عودة ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا إلى الواجهة، برعاية فرنسية، تمثل تطورًا مهمًا لمصلحة البلدين، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى باريس جاءت في توقيت ملائم لدفع هذا الملف قدمًا.
وقال شحادة، في حوار مع "إرم نيوز"، إن الخرائط القديمة ستكون المرجع الأساسي في المرحلة المقبلة، خاصة أن غياب المستندات الرسمية كان العائق الأكبر أمام حسم ملف الحدود الممتدة على طول 376 كلم، والتي تشمل أكثر من 27 نقطة خلافية من مزارع شبعا جنوبًا حتى أقصى الشمال.
ولفت شحادة إلى أن السعودية سبق أن استضافت وزيري الدفاع في لبنان وسوريا بمدينة جدة، حيث ناقشا ملف الترسيم، وهو ما يعكس جدية إقليمية في إيجاد حلول، معتبرًا أن رعاية الرياض لهذا الحوار تضمن تقدمًا في اتجاه مصالح البلدين.
وأشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة تولي اهتمامًا فعليًا بملف الترسيم، وهو ما يعطي مصداقية لمساعيها، خاصة بعد عقود من الجمود منذ عشرينيات القرن الماضي.
وشدد على أن بدء مناقشة هذا الملف يعكس رغبة واضحة في تقليص التوتر، سواء من حيث تداخل الأراضي أم نزاعات الأراضي الزراعية أم ضبط عمليات التهريب.
وأضاف أن الدعم الفرنسي سيكون حاسمًا في هذا الملف، خاصة أن باريس تمتلك خرائط ومستندات تعود إلى عهد الانتداب الفرنسي، أعدّت بوساطة الكولونيل بولييه الفرنسي والكولونيل نيوكومب البريطاني، وهي وثائق توضح كيفية تقسيم الحدود بين لبنان وسوريا.
كما أكد شحادة أن "المنطقة العربية بأسرها خضعت لتقسيمات سايكس-بيكو، وبالتالي فإن العودة إلى هذه الوثائق تشكل نقطة انطلاق واقعية نحو تسوية عادلة، وتوفر قاعدة قانونية للتفاهم بين الطرفين".
وعن الحدود البحرية، اعتبر شحادة أن ترسيمها بين لبنان وسوريا لا يقل أهمية عن الترسيم البري، خاصة أن البحر يحتوي على ثروات طبيعية ضخمة يمكن أن تساعد البلدين على تخطي أزماتهما الاقتصادية، مشيرًا إلى أن فرنسا مهتمة بالحصول على عقود تنقيب عن النفط والغاز، إلى جانب تنافس محتمل مع تركيا، في ظل تأثير أمريكي كبير على توزيع الحصص بين الشركات الدولية.
وفي ختام حديثه، أشار شحادة إلى أن الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون يقود مسارًا تفاوضيًا داخليًا لمعالجة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية، بما في ذلك مسألة سلاح حزب الله، مشددًا على أن هذا الملف، رغم كونه منفصلًا عن الترسيم، قد يسهم في ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح.