logo
العالم العربي

"غزة مبتسمة ومطاعمها مكتظة بالزبائن".. حملة تضليل إسرائيلية بملايين الشواكل

جانب من القصف الإسرائيلي على مدينة غزةالمصدر: أ ف ب

خصصت وزارة الخارجية الإسرائيلية 174 مليون شيكل لتمويل مشروع دعائي، يهدف إلى تضليل المجتمع الدولي إزاء الواقع الإنساني الدامي في قطاع غزة من خلال منصَّات "يوتيوب"، و"تويتر"، و"غوغل".

وبدلًا من صور المباني المدمرة، وزحام الحشود البشرية أمام مراكز الإغاثة، وإطلاق الذخيرة الحية على الأطفال، صورت إسرائيل "غزة مبتسمة"، ونقلت "مشاهد ملفقة" لأسواقها الصاخبة، ومراكزها التجارية الممتلئة بالبضائع، بالإضافة إلى صور لا تقل تلفيقًا لسلاسل مطاعم مكتظة بالزبائن الغزيين.

وفي تحقيق استقصائي مطوَّل، كشف موقع "شومريم" العبري تفاصيل الحملة الإسرائيلية، ونقل أجزاءً من تقرير محاسب عام وزارة المالية الإسرائيلية، الذي أكد تخصيص الخارجية الإسرائيلية مبلغًا يقارب 174 مليون شيكل؛ لشراء وسائل إعلام يمكنها تسويق حملات دعائية، تغاير في مضمونها الواقع المأزوم في قطاع غزة.

أخبار ذات علاقة

مشهد من الغارات على غزة

الجيش الإسرائيلي يصدر أمرا بالإخلاء الفوري لجميع سكان مدينة غزة

60 مليونًا للإعلان على "يوتيوب"

ووفقًا للعقود التي جرى إبرامها، تقرر بدء الحملة منذ يونيو/ حزيران الماضي حتى نهاية عام 2025، وخصصت إسرائيل 90 مليون شيكل لترويج الحملة على شكل إعلانات في "غوغل"، بالإضافة إلى 60 مليونًا للإعلان على "يوتيوب"، و10 ملايين أخرى للإعلان على شبكة X (تويتر سابقًا)، و14 مليونًا إضافيًا لمنصات الترويج على مواقع المحتوى Outbrain وTids الفرنسية.

وقال تقرير الموقع العبري: "مبالغ طائلة، بدأت إسرائيل استغلالها، وتحويلها إلى محتويات دعائية بلغات مختلفة، لجذب جماهير في إيطاليا وألمانيا وبولندا وفرنسا واليونان والولايات المتحدة وغيرها، روَّجت فيها لسرديتها الأحادية حول ما يجري في غزة". 

وأوضحت معطيات التحقيق أن محتوى إسرائيل الدعائي يناقض تمامًا كل ما ورد في تقارير الأمم المتحدة، ومنظمات الإغاثة الدولية؛ والأهم أن الرواية الإسرائيلية تغاير جملة وتفصيلًا قسوة الواقع، المتمثلة في حرب دامت قرابة عامين، خلَّفت دمارًا وخرابًا في كل مكان بالقطاع.

أخبار ذات علاقة

فيليب لازاريني

الأونروا: المجاعة في غزة أمر واقع وإسرائيل تجاوزت "الخطوط الحمراء"

فواكه وخضروات ومطاعم فاخرة

في حملات إسرائيل المضللة، يظهر "أطفال غزة المبتسمون"، وهم يتلقون طرودًا غذائية في مواقع الإغاثة.

وفي مقطع فيديو آخر، تتجول الكاميرا الإسرائيلية في سوق غزة الرئيسي، حيث الفواكه والخضروات، وصولًا إلى المطاعم الفاخرة، التي تقدم شطائر البيتزا الإيطالية، وإلى جوارها محال الشاورما، فضلًا عن متاجر مخصصة لـ"الآيس كريم".

رغم ذلك، لا تنطلي حملة التضليل الإسرائيلية على أكثرية المتابعين في مختلف دول العالم، حسب "شومريم"، الذي استشهد بتحقيق أجرته "هيئة رقابية دولية"، أكد أن "حملات إسرائيل الدعائية، التي تطارد متصفحي الإنترنت حاليًا، تأتي بنتائج عكسية، وتضاعف موجات الغضب والاستياء لدى المستخدمين والدول نفسها".

في بولندا، على سبيل المثال، أفادت التقارير بأن "الوكالة الوطنية لمكافحة التضليل الإعلامي" المعنية برصد وتعقب تهديدات التضليل الإعلامي وحملات التأثير، رأت ضرورة إثارة مسألة هذه الفيديوهات في محادثات مع سفير إسرائيل لدى وارسو.

 وأضافت الوكالة: "ننسق ردنا على هذه الحملات مع الدول الأوروبية الأخرى".

أخبار ذات علاقة

وسط المجاعة في غزة .. افتتاح "كافيه نوتيلا" يثير الجدل والاتهامات

وسط المجاعة في غزة .. افتتاح "كافيه نوتيلا" يثير الجدل والاتهامات (فيديو إرم)

مجاعة تفترس الأطفال والشيوخ والنساء 

إلى ذلك، كان رواد الإنترنت أكثر انتباهًا للحملة الإسرائيلية، إذ كتب أحد المستخدمين على منصة "ريديت" الاجتماعية: "رأيت هذه الإعلانات، واكتشفت أن مصدرها يعود إلى الخارجية الإسرائيلية. هذا مقزز للغاية، أبذل قصارى جهدي دائمًا لتفاديها، فهي تشعرني بالغثيان". 

وكتب متصفح آخر: "هذا الإعلان سخيف. يبدو أنه صُنع باستخدام الذكاء الاصطناعي". وكتب ثالث: "دعاية فجة من دولة إجرامية". بينما أفاد عديد المستخدمين من قبرص وإيطاليا ودول أوروبية أخرى بأنهم طلبوا حظر ظهور هذه الحملات، واشتكى آخرون من استمرار "يوتيوب" في عرضها.

الدكتورة فيرا ميشلين شابير، مديرة التعليم في معهد "سيمبوزيوم"، وهو برنامج أكاديمي مقره لندن، يركز على الاتصالات الاستراتيجية، علقت على حملة التضليل الإسرائيلية، قائلة، حسب موقع "شومريم"، إن "بضعة مقاطع فيديو لأشخاص يطهون الطعام في غزة لن تدحض واقع المجاعة الغزية، الذي يفترس أجساد الأطفال والشيوخ والنساء. إسرائيل تروج لمعلومات واهية للغاية، ولن يمكنها دحض الأدلة التي تغاير سرديتها". 

أخبار ذات علاقة

قصف برج سكني في غزة

حماس: استهداف الأبراج في غزة جريمة تهجير قسري

المستشار الإعلامي السابق لوزير الاقتصاد

في السياق، يكشف "شومريم" أنه بحسب وثائق تم تقديمها في الولايات المتحدة، سجلت الحكومة الإسرائيلية أخيرًا شركة مملوكة لشخص يدعى تزاتشي دابوش، وهو المستشار الإعلامي السابق لوزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، لتقديم استشارات إعلامية استراتيجية في الولايات المتحدة.

وفقًا للموقع العبري، تعاقدت إسرائيل مع الشركة المسجلة في ولاية ديلاوير الأمريكية، المعروفة بأنها ملاذ ضريبي، لتوفير "إنشاء المحتوى والتفاعل المؤثر لتحسين صورة إسرائيل عبر وسائل إعلام رقمية، ومنصات اجتماعية".

وذيَّل "شومريم" التحقيق بتلميح إلى تواصل فريقه بالفعل مع تزاتشي دابوش، فأجاب في البداية "بأنه لا يعلم شيئًا" عن الشركة المسجلة في ولاية ديلاوير، لكنه لم يرد حين تلقى وثائق تسجيل الشركة من فريق الموقع العبري؛ كما رفضت الخارجية الإسرائيلية هي الأخرى الرد أو التعقيب على الموضوع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC