يرى خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي أن إسرائيل تسيطر على نصف مساحة قطاع غزة، في خطوة تهدف من خلالها إلى تحقيق سلسلة من الأهداف، أبرزها تهجير سكان القطاع إلى الخارج، وجعل غزة غير صالحة للحياة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي سيطرته على 30% من مساحة قطاع غزة، وتحويلها إلى منطقة عمليات عسكرية أمنية يُمنع على الفلسطينيين الدخول إليها، في حين تشير تقارير إلى أن المنطقة المعنية تصل إلى 187 كيلومترًا مربعًا.
ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذه المساحة تزيد قليلًا على نصف مساحة القطاع البالغة نحو 365 كيلومترًا مربعًا، فيما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر 80% من المنشآت المدنية في القطاع كليًا أو جزئيًا.
وتسيطر إسرائيل على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة بعمق يبلغ كيلومترًا واحدًا في بعض المناطق، ويصل إلى 3 كيلومترات في مناطق أخرى، كما أنها تسيطر جزئيًا على محور نتساريم، حيث تمنع السكان من التنقل عبر شارع صلاح الدين الرئيس بين شمال القطاع وجنوبه.
وإضافة إلى ذلك، يعتبر الجيش الإسرائيلي مدينة رفح، التي تبلغ مساحتها أكثر من 40% من مساحة القطاع، ضمن المناطق الأمنية العازلة، حيث يسيطر عليها بشكل كامل ويعمل على تدميرها من مختلف النواحي.
ويزعم الجيش الإسرائيلي أن الهدف الرئيس من إنشاء هذه المناطق الأمنية هو منع تكرار هجوم حماس الذي وقع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلا أن هناك مخاوف فلسطينية من سعي إسرائيل لضم أجزاء من القطاع وإعادة الاستيطان فيه.
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، إن "إسرائيل تسيطر على نحو 200 كيلومتر مربع من مساحة القطاع"، مشيرًا إلى أن هذه المساحة تزيد على نصف مساحة غزة، لتحقيق سلسلة من الأهداف.
وأوضح الهندي لـ"إرم نيوز" أن "إسرائيل تعمل على حصر الفلسطينيين في ثلاث مناطق مجتمعية داخل القطاع، وهي متمسكة بطرد الفلسطينيين من غزة أو على الأقل نصفهم"، مبينًا أنها استغلت الحرب لفرض واقع أمني جديد.
وأشار إلى أن "إسرائيل تريد أن يكون هذا الواقع مفروضًا على القطاع مع انتهاء الحرب، بما يضمن لها السيطرة المطلقة على غزة دون وجود أي مظاهر مسلحة"، مشددًا على أن إسرائيل ترغب في منع حماس من إعادة تنظيم نفسها سياسيًا وعسكريًا.
وأضاف أن "لدى إسرائيل رغبة في السيطرة الكاملة على غزة، التي شكّلت عقبة أساسية ومأزقًا ضخمًا لها منذ عقود، ولذا فإن إمكانية السيطرة عليها وبناء المستوطنات هو الهدف الاستراتيجي للحرب على قطاع غزة".
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عبد العزيز خلة، أن "إسرائيل تحاول خلق واقع جديد وسلب أكبر مساحة من أراضي قطاع غزة لأكثر من سبب"، مبينًا أن الهدف الأول هو التهجير، والثاني التضييق على السكان بحجج أمنية وعسكرية.
وقال خلة لـ"إرم نيوز" إن "إسرائيل تحاول تغيير المعادلات الديموغرافية وإنهاء كل مقومات الحياة، خاصة الزراعية، وتدمير كل شيء في القطاع. أهدافها واضحة، فهي تعمل على صناعة واقع لا يقبله أي كائن حي".
وأضاف أن "هناك صياغة إسرائيلية جديدة لقطاع غزة في المرحلة القادمة، وإسرائيل تحاول تدمير وقتل كل شيء. وهي تسيطر فعليًا على 30% من مساحة القطاع، و30% أخرى لا يقترب منها الفلسطينيون خوفًا على حياتهم".
وتابع: "يعيش سكان غزة حاليًا في نحو 40% من مساحة القطاع، وإسرائيل تسيطر على المناطق الحيوية بالكامل"، مشيرًا إلى أن "غزة، بسبب الحرب، أصبحت أرضًا غير صالحة للبشر أو للبقاء، وكل إنسان فلسطيني يبحث عن الحياة يحاول الخروج منها"، حسب تقديره.