اعترف قادة عسكريون إسرائيليون بأنهم يعانون في مواجهتهم عملياتيًا للأنفاق الممتدة في كل أنحاء قطاع غزة.
ورغم مرور نحو عامين على الحرب لم يستطع الجيش الإسرائيلي "إنهاء هذا الخطر الذي يواجههم، ويزيد عدد قتلاهم كل موجة من عناصر الفصائل"، وفق عدة وسائل إعلام عبرية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المقدم أ، من الكتيبة 932 المعروفة باسم "جرانيت" بالجيش الإسرائيلي أنهم لا يزالون يعيشون دهشة حرب الأنفاق.
وبحسب تصريحات القائد العسكري الإسرائيلي فإنه فوق الأرض، يمكن تنفيذ أي عملية في لمح البصر، لكن تحت أقدامنا مدينة بأكملها، وتفكيكها مهمة معقدة تتطلب استخبارات وتخطيطًا وحماية ووسائل خاصة.
وتشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن النقطة الأكثر حساسية، أن مثل هذه العمليات المعقدة تأتى وسط الضغط الشعبي والرغبة في إعادة الرهائن المنصوص عليها في الاتفاق، والادعاءات بأن "الجيش لا يتحرك"، كما زعم وزراء بالحكومة.
ويواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في إيصال الرسالة بأن هذا عمل شاق وصعب وخطير، ويعلن من حين لآخر كم كيلومتر دمره أو أغرقها بالخرسانة من الأنفاق، في بياناته الرسمية.
وقالت الصحيفة إن الطريق طويل لمواجهة البنية التحتية تحت الأرض في غزة، فهي ليست مجرد غرفة معيشة تشتريها من مركز للأثاث يسهل تفكيكها، بل عملية تتطلب منهجية واحترافية.
ويكشف ضباط إسرائيليون أن عملية تدمير الأنفاق تبدأ بجمع المعلومات الاستخبارية ورسم خريطة لمسار النفق، ثم السيطرة على المنطقة وتنظيم دفاعاتها، ثم إدخال آلة حفر ووسائل خاصة مثل الكلاب وأجهزة الاستشعار، للتحقق من صلاحية النفق للتفجير، وعندها فقط تبدأ عملية التفجير.
ووفقًا لتقديرات عدد من الضباط الإسرائيليين، يستغرق تفكيك كيلومتر واحد أسابيع، وفي الخلفية، بالتأكيد تبذل أقصى الجهود لتجنب أي نشاط في منطقة يحتمل أن تشهد عمليات اختطاف.
ولا توجد تقديرات محددة للمدن الموجودة تحت الأرض، والتي تواجهها إسرائيل من حين لآخر، وأشهرها المركز القيادي الذي دمره الجيش بعدما فجر فيه قيادات حماس، في مقدمتهم محمد السنوار أسفل المستشفى الأوروبي.
وبحسب ضابط كبير مطلع على الوضع: "تدرس حركة حماس أساليب عمل الجيش في مواجهة الأنفاق وتحاول تعطيلها".
ويقول: "نطور أساليب جديدة باستمرار، ومنتقدو الجيش لا يعلمون شيئًا".
ويوضح ضابط آخر في الميدان أن العنصر القتالي قد يخرج من ثغرة خفية ويزرع عبوة ناسفة دون أن يُلاحظ.
ويضيف: "لذلك، يُعد هذا نشاطًا خطيرًا للغاية".
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود ما بين 60 و80 عنصرًا تحت الأرض في بيت حانون شمال قطاع غزة، يحاصرهم الجيش الإسرائيلي، لكن قد يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يشنوا هجومًا مفاجئًا، ثم يعودوا إلى النفق.
وهذا نموذج لنماذج كثيرة جدًا للأنفاق الباقية في أنحاء غزة، وفق "يديعوت أحرونوت".