قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
اعترف مصدر عسكري إسرائيلي رفيع بالخطر المُحدق على حياة الجنود نتيجة للعملية البرية الواسعة في مدينة غزة، مشيراً إلى أنه سيتعين على تل أبيب بذل جهد مضاعف، وأن القوات البرية ستتكبد عدداً لا بأس به من القتلى.
وأضاف المصدر لموقع "المونيتور" أن عدد سكان غزة يبلغ نحو مليون نسمة. وتحتفظ حماس ببقية قواتها هناك، وما تبقى من قيادتها وسيطرتها. ولا تزال هناك أحياء سكنية مبنية لم تُدمر بعد".
ولفت المصدر إلى أن "الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالحرب على مدينة غزة، كونه يتمتع بدعم كامل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
ويذهب تقرير الموقع إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي أثبت براعته في فنّ المراوغة على مدار سنوات حكمه الطويلة، وهو يُظهر هذه المهارات مجددًا".
في فيديو قصير نُشر يوم الخميس، قال نتنياهو إن إسرائيل "وصلت إلى لحظة حاسمة"، مبيناً أنه وافق على خطط للسيطرة العسكرية على مدينة غزة لتوجيه ضربة قاصمة لحماس.
وأضاف: "في الوقت نفسه، أصدرتُ تعليماتي بالبدء الفوري في مفاوضات لإطلاق سراح جميع رهائننا وإنهاء الحرب، بشروط مقبولة من إسرائيل. إن هزيمة حماس وتحرير رهائننا أمران متلازمان"، وفق تعبيره.
وتمثل تعليقاته بحسب تقرير الموقع، التي جاءت عقب زيارة ثانية هذا الأسبوع لقاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل، أول رد فعل إسرائيلي على إعلان حماس يوم الاثنين أنها قبلت أحدث مقترح من الوسطاء لإنهاء الحرب المستمرة منذ 22 شهراً.
ويتفق المراقبون على أن نتنياهو يتعمد استخدام هذا النهج القديم ــ محاولة الإمساك بالعصا من كلا الطرفين، وإصدار الأوامر بشن هجوم ومفاوضات في الوقت نفسه.
وأثار قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، في 8 أغسطس/آب، بشن هجوم على مدينة غزة، التي تُوصف بأنها آخر معاقل حماس، إدانات دولية واسعة.
وحذّر كبار جنرالات الجيش الحكومة من أن الهجوم المنظم على المدينة يعرض حياة ما يقدر بنحو 20 رهينة إسرائيلياً من المعتقد أنهم محتجزون في الأنفاق للخطر.
من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس، أن الاستخبارات العسكرية رصدت جهوداً تبذلها حركة حماس في مدينة غزة لإعادة بناء بعض الأنفاق التي دمرتها إسرائيل هناك العام الماضي، كما حددت أنفاقاً لم يتم العثور عليها من قبل.
ويعود تقرير "المونيتور" ليقول إن نتنياهو تراجع مؤخرًا عن دعمه السابق لاتفاق جزئي يُفرج فيه عن بعض الرهائن فقط، وهي استراتيجية صُممت لكسب الوقت لرفض مطالب حماس بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وأردف "كان هذا القرار سمةً من سمات التحركات المتناقضة الأخرى التي اتخذها خلال الحرب المطولة. فقبل أسبوعين، كان نتنياهو يُصرّ على أن إسرائيل لن تقبل إلا باتفاق يُفرج فيه عن جميع الرهائن".
وأعلنت حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع قبولها للمقترح الأخير، المتعلق باتفاق جزئي لوقف إطلاق النار.
وقال موقع "المونيتور" إن المراقبين يتفقون على أمر واحد: ترامب يملك مفاتيح إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وذكر مصدر دبلوماسي من الشرق الأوسط للموقع أن "الوسطاء في حيرة من أمرهم الآن. لا أحد يعلم لماذا يواصل ترامب موقفه المتحفظ ويراقب تصرفات نتنياهو، دون تحديد خطوط حمراء أو مواعيد نهائية".
وأضاف مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى للموقع: "إنه أمر غريب للغاية. لا يزال الرئيس يسمح لنتنياهو بفعل ما يراه صحيحًا، ولا يُبادر إلى وضع حدٍّ لهذا الحدث. ليس سرًا أن ترامب أراد منذ زمن طويل إنهاء الحرب".
قدّم ترامب نفسه لمحةً عن موقفه هذا الأسبوع، عندما وصف نفسه ونتنياهو بـ"أبطال الحرب" لإصدارهما الأمر بقصف المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران.
وفي اتصالٍ مع برنامج "مارك ليفين" الإذاعي المحافظ، قال ترامب عن نتنياهو: "إنه بطل حرب. أعتقد أنني كذلك أيضًا... لقد أرسلتُ تلك الطائرات".
وبحسب تقرير الموقع "مهما كان منطق ترامب، فإن دعمه - بما في ذلك صمته - يُساعد نتنياهو في مساعيه لمواصلة اللعب على طرفي نقيض. الهدف الرئيس من نهج رئيس الوزراء الإسرائيلي هو تجنب انسحاب المتطرفين في حكومته المطالبين بالسيطرة الكاملة على غزة، وفي الوقت نفسه تخفيف الضغوط الداخلية لإنهاء الحرب بصفقة شاملة للأسرى".