وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقرير الأممي الذي تحدث عن المجاعة في قطاع غزة بأنه "كذبة مطلقة"، متهمًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتجاهل ما وصفها بالخطوات الإنسانية التي اتخذتها حكومته داخل القطاع.
وقال نتنياهو في تصريحات صحفية: "التقرير الأممي حول المجاعة في غزة كذب صريح، ولا يمتّ للواقع بصلة"، مضيفًا أن "الجهات الدولية، ومن بينها الصليب الأحمر، تتجاهل بشكل متعمد الجهود التي نبذلها لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
وتابع بحسب وكالة "فرانس برس" قائلًا: "إسرائيل لا تعتمد سياسة تجويع"، مشيرًا إلى أن المساعدات بقيت تدخل القطاع المحاصر خلال الحرب.
وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة رسميًا الجمعة، في أوّل إعلان من هذا النوع في الشرق الأوسط، بعدما حذّر خبراؤها من أن 500 ألف شخص باتوا في وضع "كارثي" وحمّلوا إسرائيل مسؤولية عرقلة إدخال المساعدات.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، "هي مجاعة كان من الممكن تفاديها لو تسنّى لنا القيام بذلك، غير أن المساعدات الغذائية تتكدّس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل"، معتبرًا أن هذه المجاعة "ينبغي أن تؤرقنا جميعًا".
وأثار هذا الإعلان حفيظة إسرائيل التي ندّدت بانحيازه واستناده إلى "أكاذيب حماس"، مؤكّدة "لا مجاعة في غزة"، وفق وزارة خارجيتها، وفق "رويترز".
وبعد التحذير لأشهر من مغبّة انتشار المجاعة في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو هيئة أممية مقرّها روما، أن المجاعة مستشرية في محافظة غزة ومن المتوقّع أن تنتشر في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر سبتمبر/ أيلول.
وتشكّل محافظة غزة حوالي 20% من مساحة القطاع الفلسطيني، وإذا ما أضفنا خان يونس (29,5%) ودير البلح (16%)، تبلغ المساحة الإجمالية 65,5%، أي حوالي ثلثي قطاع غزة الممتدّ على 365 كيلومترًا مربعًا، وحيث يعيش ما يزيد قليلًا على مليوني نسمة.
ونبّه خبراء الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفًا "كارثية"، وهو أعلى مستوى في التصنيف المعروف اختصارًا بـ "آي بي سي" ويتّسم بالمجاعة والموت.
ومن المقدّر أن يرتفع هذه العدد الذي يستند إلى معلومات مجمّعة حتّى تاريخ 15 آب/ أغسطس إلى حوالي 641 ألفًا بحلول نهاية أيلول/ سبتمبر.
وخلص "آي بي سي" إلى أن تدهور الوضع هذا هو الأسوأ من نوعه منذ البدء بتقييم الأحوال في غزة.