كشفت مصادر رفيعة المستوى عن تحضيرات عراقية لترتيب لقاء، يُعد الأول من نوعه، بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في شهر نيسان/أبريل المُقبل.
وأكدت المصادر، أن السوداني سيحمل ملفات عراقية حساسة منها الإبقاء على الوجود الأمريكي وتمديد عمل التحالف الدولي، فضلاً عن التزام حكومته بعدم استهداف البعثات والقواعد الأمريكية، وإطلاعه على خطوات الحكومة لحل المليشيات.
وقال مصدر في وزارة الخارجية العراقية، لـ"إرم نيوز"، إن "هناك ترتيبات تجريها الوزارة لتهيئة لقاء بين السوداني والرئيس ترامب، الذي سيجري بحسب الاتفاقات الأولية في نيسان المقبل إن لم تحصل متغيرات على الأرض".
وأضاف، شريطة حجب اسمه، أن "الخارجية تحاول تذليل كل العقبات التي قد تعرقل اللقاء، الذي يعد واحدًا من أهم اللقاءات التي ستجريها الحكومة، خصوصاً مع متغيرات المنطقة واتباع ترامب سياسة جديدة تختلف بشكل أو بآخر عن سياسة سلفه، جو بايدن".
بدوره قال عضو لجنة العلاقات الخارجية، عامر الفايز، إن "زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى واشنطن في هذا التوقيت إن تمت فستغير الكثير من مجريات العلاقات بين الجانبين بشكل إيجابي، سيما وأن اللقاء المباشر ييسر عملية شرح كل الظروف التي يعيشها العراق في ظل أزمات المنطقة عمومًا".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "البلاد تواجه ضغوطات خارجية في مجالات عدة، سيما ما يتعلق بالعلاقات المتوازنة في المنطقة بين واشنطن وطهران، وعمليات الاستيرادات للغاز الإيراني والاتهامات غير المبررة المتكررة من بعض الدول للعراق بتهريب العملة إلى إيران وغيرها، وهذا كله يحتاج إلى تسوية حقيقية مع الجانب الأمريكي وبيان وجهات النظر العراقية" وفق قوله.
مصدر مقرب من مكتب السوداني، أكد نية رئيس الوزراء زيارة واشنطن ولقاء ترامب، حاملاً معه ملفات عديدة، مؤكدًا أن "السوداني يعد ملفا متكاملا لعرضه على الرئيس ترامب خلال اللقاء الذي من المزمع أن يعلن عن موعده قريبًا".
وقال لـ"إرم نيوز"، إن الملف "سيتضمن تطمينات وتعهدات عراقية للإدارة الأمريكية الجديدة بمنع أية اعتداءات على البعثات والقواعد الأمريكية في البلاد والمنطقة عموماً، ومراجعة الاتفاقية الأمنية التي تم توقيعها مع إدارة، بايدن، السابقة".
وبيّن المصدر أن "اللقاء سيتضمن استعراض خطة الحكومة لحل المليشيات والفصائل المسلحة ونزع سلاحها وإلى أين وصلت في هذا الملف الحساس، إضافة إلى محاولة الوصول إلى تفاهمات حول الغاز الإيراني، وإمكانية مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية للعراق بإيجاد بدائل للغاز بدلاً من حرمانه من الطاقة بشكل مفاجئ".
من ناحيته، رأى الخبير الاستراتيجي، علي الزبيدي، أن سياسة واشنطن تجاه العراق لن تتغير كثيراً إلا في مواضع ما يخص المليشيات، وهذا ما يدعو إلى ضرورة إجراء اللقاء بين الجانبين للوقوف على الرغبات الأمريكية بشكل مباشر.
وقال الزبيدي لـ"إرم نيوز"، إنه من "المتوقع أن يناقش، السوداني، عدة ملفات مهمة مع المسؤولين الأمريكيين، أبرزها الملف الأمني والعسكري، حيث يشمل هذا الملف بحث مستقبل وجود القوات الأمريكية في العراق واحتمال إصرار ترامب، على الإبقاء على تلك القوات مع حديثه عن مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة".
وأضاف أن "ترامب، يقود الولايات المتحدة بعقلية رجل الأعمال لا السياسة، لذا يجب على السوداني تقديم ملفات اقتصادية تدفع بالمزيد من الاستثمارات للشركات الأمريكية في قطاع الطاقة العراقية، كجزء من بوادر حسن النية" وفق تعبيره.
ويعرف عن الرئيس ترامب، مواقفه الحازمة تجاه الفصائل والمليشيات العراقية، والتي بانت عام 2020 حين اغتالت أمريكا قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ورئيس هيئة أركان الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، عند بوابات مطار بغداد الدولي.
ويواجه السوداني ضغوطا أمريكية متصاعدة لتصفية ملف الميليشيات والفصائل الموالية لإيران، ونزعه سلاحها، فيما بدأ باتخاذ خطوات تضييق اقتصادية على العراق بهدف "منع طهران من الاستفادة من بغداد للتهرب من العقوبات الاقتصادية المالية"، بحسب البيانات الأمريكية.
وكان ترامب قد ألغى الإعفاء الممنوح للعراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، وذلك ضمن حزمة العقوبات الجديدة على إيران.
ويعتمد العراق منذ سنوات طويلة، على استيراد الكهرباء والغاز من إيران، وخاصة في ذروة فصل الصيف، ويعتمد بهذا على الإعفاءات الأمريكية المستمرة، والتي تصدر أكثر من مرة خلال كل عام.
