صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين

logo
العالم العربي

فصائل عراقية تمنح السوداني "الضوء الأخضر" لإبقاء القوات الأمريكية

فصائل عراقية تمنح السوداني "الضوء الأخضر" لإبقاء القوات الأمريكية
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المصدر: (أ ف ب)
02 فبراير 2025، 7:51 ص

كشف مصدر سياسي مطلع عن منح قيادات الفصائل المسلحة العراقية الضوء الأخضر لرئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، لتمديد بقاء القوات الأمريكية والتحالف الدولي في البلاد.

وقال المصدر لـ "إرم نيوز" إن "التأثير الإيراني على تلك الفصائل وأوامره يعدّ أحد أسباب تراجعها عن فكرة الإصرار على إخراج القوات الأمريكية"، مشيرا إلى أن "هناك لجانا تجري تقييمات أخيرة لأضرار الانسحاب الأمريكي من العراق في ظل تطورات المنطقة".

أخبار ذات علاقة

جنود أمريكيون في العراق

"بين نارين".. حكومة العراق قد تتريث في تنفيذ الاتفاق على انسحاب قوات التحالف

وأضاف أن "السوداني أُرغم في مرحلة ما على قبول التوقيع على طلب انسحاب القوات الأمريكية من العراق وإنهاء دور التحالف الدولي، وذلك خوفا من الصدام العسكري بين الفصائل والمليشيات المسلحة والقوات الأجنبية، إلا أن المعادلة تغيّرت الآن" وفق تعبيره.

ويأتي هذا التحول في الموقف بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتراجع النفوذ الإيراني، وضرب "المحور" في سوريا ولبنان، فضلا عن تصاعد مخاوف استغلال تنظيم داعش للفراغ الأمني الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي؛ ما قد يزعزع النظام السياسي في العراق، ومن ثم خسارة إيران امتدادها في البلاد.

وكان مسؤولون في الحكومة العراقية طالبوا، بشكل غير رسمي، الولايات المتحدة بتأجيل إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة "داعش" وتأجيل انسحاب القوات الأمريكية، وذلك من خلال اللقاءات المستمرة مع قيادات التحالف الدولي، والتأكيد على استمرار دعم التحالف للعراق.

وقال النائب المستقل في البرلمان العراقي، باسم خشان، في حديث لـ "إرم نيوز"، إن "الكتل السياسية التي كانت تدعو إلى خروج التحالف الدولي تراجعت غالبيتها عن تلك الدعوات، فالحاجة إلى بقاء التحالف الدولي لم تنتفِ حتى اليوم، مع بقاء مخاطر عودة تنظيم داعش للواجهة مع الأحداث السورية الأخيرة".

وكان مجلس النواب العراقي صوت في عام 2020 على إخراج قوات التحالف الدولي من البلاد، بعيد اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، بغارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي.

وفي عام 2024، وقع العراق وواشنطن اتفاقية لإنهاء التحالف الدولي، وجاء في نص الاتفاقية: "إنهاء مهمة التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق خلال الـ 12 شهرًا المقبلة، وفي موعد لا يتجاوز نهاية أيلول 2025، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية بطريقة تدعم القوات العراقية وتضمن استمرار الضغط على داعش".

وجاء في المادة الثانية من الاتفاق: "لكون العراق عضوا أساسيا في التحالف، ولمنع عودة التهديد الإرهابي لداعش من شمال شرق سوريا، ووفقا للظروف على الأرض والمشاورات بين العراق والولايات المتحدة وأعضاء التحالف، ستستمر المهمة العسكرية للتحالف العاملة في سوريا انطلاقا من منصة تم تحديدها من قبل اللجنة العسكرية العليا حتى أيلول 2026".

الإقليم وعودة الاستقرار

ويرى الخبير الاستراتيجي، هارون محمد، أن "تراجع الفصائل عن فكرة انسحاب القوات الأمريكية والتحالف الدولي من العراق لم يكن بإرادتها، بل إن المتغيرات على الأرض فرضت عليها اتخاذ مواقف أقل حدة تجاه التواجد الأجنبي، ويبدو أن القرار جاء من طهران لا من الداخل العراقي".

وقال هارون لـ "إرم نيوز" إن "هذا التغيير في الموقف يعكس إدراكا متزايدا بين هذه الفصائل، لأهمية الدور الذي تلعبه القوات الأمريكية في الحفاظ على الاستقرار ومنع عودة التهديدات الإرهابية في ظل التحولات الإقليمية الأخيرة".

وأضاف أن "هذا التحول في موقف الفصائل يأتي في وقت حساس بالنسبة للحكومة العراقية عموما، والتي تواجه تحديات داخلية كبيرة، من بينها تصاعد حدة المطالبات الشعبية بالإصلاحات، والانقسامات داخل البرلمان، التي تشكل بعض الكتل السياسية التي تملك مليشيات مسلحة جزءا منه".

ما الدور الإيراني؟

ويرى مراقبون أن التغيير في موقف الفصائل المسلحة بشأن الوجود الأمريكي قد يمنح الحكومة هامشا أكبر للمناورة، لكنه قد يثير أيضا خلافات داخل التحالفات السياسية الحاكمة.

وقال المحلل السياسي، عادل الصائغ، لـ "إرم نيوز" إن "إيران تمتلك نفوذا كبيرا على العديد من الفصائل المسلحة العراقية، مثل "كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، التي تضغط باستمرار على الحكومة العراقية للمطالبة بانسحاب القوات الأمريكية. وهذه الفصائل تتلقى دعما ماليا وعسكريا من طهران، وتعمل كأدوات ضغط لتحقيق أجندتها" وفق تعبيره.

وأضاف أن "لإيران نفوذا واسعا داخل النظام السياسي العراقي، خاصة بين الأحزاب الشيعية الكبرى مثل "الإطار التنسيقي"، وتعمل طهران عبر حلفائها في البرلمان والحكومة لتمرير قرارات تخدم مصالحها، بما في ذلك تقويض أي تحالف أمني طويل الأمد بين بغداد وواشنطن، لكن يبدو أنها تراجعت عن تلك الفكرة".

وبيّن أن "النظام السياسي العراقي هو الحليف الأخير لإيران، وهي لا تريد أي هزة لهذا النظام، وتحاول تهدئة المواقف تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فإن الفصائل الموالية لها صمتت بشكل مطبق عن أي حديث يخص تطبيق اتفاقية انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق" وفق قراءته.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC