أثارت أزمة تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس "أزمة مبكرة" أثرت على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الحركة وإسرائيل، واستدعت تحركًا عاجلاً من الوسطاء لمنع انهيار الاتفاق.
ومع بدء تطبيق الاتفاق، كانت حركة حماس تحتجز 28 جثمانًا لرهائن إسرائيليين احتجزتهم خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وقتلوا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وسلّمت الحركة 4 من هذه الجثث فقط في اليوم الذي بدأت فيه صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، ومن المقرر أن تسلّم عددًا آخر في وقت لاحق من مساء الثلاثاء، وهو ما أثار غضب إسرائيل.
وعلى إثر تعثّر تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين، بدأت إسرائيل فرض إجراءات عقابية على القطاع، من بينها تقليص عدد شاحنات المساعدات الإنسانية، وكميات الوقود وغاز الطهي.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، أشرف عكة، أن الأزمة التي صاحبت قضية تسليم جثث الرهائن الإسرائيليين "أزمة عابرة"، مشيرًا إلى أن الوسطاء سيعملون لتسوية هذه القضية والمضي في تطبيق الاتفاق.
وقال عكة لـ"إرم نيوز": "هذه أزمة عابرة وسيتم تجاوزها، وهناك الكثير من التفاصيل في الاتفاق تجعل هذه القضية ثانوية ضمن الاتفاق الأوسع".
وأضاف: "خطة ترامب وإعلان الضمانات الذي أخرجته قمة شرم الشيخ يؤكد أننا أمام المضي في اتجاه تطبيق الاتفاق، وأن الحرب في قطاع غزة انتهت"، مشيرًا إلى حراك وزخم عربي وإقليمي لدفع تطبيق الاتفاق إلى الأمام.

وتابع: "نحن في مرحلة تطبيق الاتفاق وهناك الكثير من القضايا تحتاج لنقاش، وما جرى من تأخير في تسليم جثث الرهائن هي أزمة كانت مطروحة على الطاولة قبل إقرار الاتفاق، وكانت الولايات المتحدة على اطلاع مباشر عليها".
وقال: "بعض الجثث قد تكون بالفعل تحت ركام منازل قصفها الجيش الإسرائيلي، أو في مقابر تم تدميرها وتجريفها، وقد تكون بعض المجموعات العسكرية التي أمّنتها قد قُتلت خلال الحرب".
وأوضح أن تعطيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة قد يؤثر على الاستجابة العاجلة التي يحتاجها القطاع على كل المستويات، لكنه لن يستدعي ردًا من حماس يهدد تطبيق الاتفاق.
واعتبر أن تصعيد الجانب الإسرائيلي في التعامل مع قضية تأخير استلام جثث الرهائن، نابع من اعتبارات داخلية في إسرائيل، واصفًا الإجراءات الإسرائيلية بأنها "استعراض" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويرى أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، أن نتنياهو يحاول إفشال الاتفاق، مشيرًا إلى أن الأسباب المتعلقة بالتأخير في تسليم جثامين الرهائن مرتبطة بظروف ميدانية خلقتها الحرب على قطاع غزة.
وقال العيلة لـ"إرم نيوز": "نتنياهو يسعى بكل قوة من أجل إفشال الاتفاق، ولكن ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيمنعه".
وأضاف: "سيعمل نتنياهو على عرقلة التنفيذ لفترة بحجج واهية"، مشيرًا إلى أنه يعلم أماكن دفن الجثث في مواقع متعددة في قطاع غزة، وأن الوصول إلى بعضها صعب.
وتابع: "الآليات العسكرية الإسرائيلية حرثت الأرض في قطاع غزة، وفي بعض المناطق أخرجت باطن الأرض فوقها، من الطبيعي أن تكون هناك صعوبة في استخراج الجثامين".
وقال: "بالتأكيد بعض مواقع الدفن غطاها دمار البيوت والمؤسسات في قطاع غزة، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي ما زال يسيطر على الجزء الأكبر من القطاع"، لافتًا إلى أن هذه العوامل تعرقل الوصول إلى جثامين الرهائن.
وأضاف أن "تفهم دفع دول الوساطة في التوصل للاتفاق لهذه القضية دفعها لعرض المشاركة في البحث عن الجثث".
واستكمل العيلة قائلًا: "الأحزاب اليمينية المشاركة في حكومة نتنياهو تسعى بمساعدة رئيس الحكومة لإفشال الاتفاق"، مضيفًا: "لن تستطيع ذلك".