ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
اعتبرت صحيفة الغارديان مقتل المسعفين في غزة الأحدث في سلسلة طويلة من عمليات تغيير إسرائيل لرواياتها بشأن قتل المدنيين.
وبحسب الصحيفة، كثيرًا ما ينفي الجيش الإسرائيلي في البداية تورطه؛ وأحيانًا، في سياق غزة، يُلمح إلى أن أحد صواريخ حماس لم يصل إلى هدفه، ما تسبب في وقوع الإصابات.
وفي حين يزعم الجيش الإسرائيلي أحيانًا بأن القتلى كانوا إما مقاتلين، أو أن أضرارًا جانبية ناجمة عن استهداف المقاتلين، فإن قضية مسعفي غزة ليست سوى أحدث حادثة تُغير فيها إسرائيل روايتها لجريمة قتل بارزة، وفق الصحيفة.
ولفتت إلى أن مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية الشهيرة، شيرين أبو عاقلة، التي عملت في قناة الجزيرة، أثناء تغطيتها احتجاجًا في الضفة الغربية عام 2022، شهد تحولًا مماثلًا في التفسيرات.
ففي البداية، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، نفتالي بينيت، إلى أن أبو عاقلة "على الأرجح" قُتلت بنيران فلسطينية.
وفي اليوم التالي، أصدرت الحكومة بيانًا استنكرت فيه الاتهامات "المتسرعة" لأحد جنودها بالوقوف وراء القتل، ووصفتها بأنها "مضللة وغير مسؤولة".
ثم، وتحت ضغط شهادات الشهود، أقرّ الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار عليها من قِبل جندي إسرائيلي، قائلًا حينها إنها لم تكن الهدف، بل أُصيبت عن طريق الخطأ.
وتابعت الصحيفة أنه عندما تظهر أدلة تُشكك في رواية الجيش الإسرائيلي، يُظهر التاريخ أن هذا الجيش يُغيّر روايته ليُشير إلى أن الظروف ليست نتيجة أوامر عسكرية أو مشاكل نظامية، بل "خطأ" أو نادرًا، مسؤولية فردية، وليست تنظيمية.
وأشارت إلى أنه في حالة المسعفين الذين قُتلوا في 23 مارس/آذار الماضي، كان التفسير الأولي للجيش الإسرائيلي عند اكتشاف الجثث في مقبرة جماعية هو أن سياراتهم كانت "تتقدم بشكل مثير للريبة نحو قوات جيش الدفاع الإسرائيلي دون مصابيح أمامية أو إشارات طوارئ".
ومع ظهور شهادات الشهود ومقاطع الفيديو من هاتف أحد المسعفين القتلى، والتي أظهرت أن هذه الرواية غير صحيحة، وأن سيارات الإسعاف كانت تسير بأضواء مضاءة، وكان المسعفون يرتدون سترات مرئية عالية الوضوح، زعمت إسرائيل، دون تقديم أدلة، أن ستة من القتلى كانوا مرتبطين بطريقة أو بأخرى بحركة حماس، حتى لو كانوا غير مسلحين.
والأسبوع الماضي، استقرت الإحاطات الإعلامية المقدمة لوسائل الإعلام الإسرائيلية على أحد أكثر ادعاءات الجيش الإسرائيلي شيوعًا على مر السنين؛ الادعاء بأن الجنود شعروا بالتهديد، وأن حماس استخدمت سيارات الإسعاف لنقل الرجال والأسلحة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه غالبًا ما تُدعم رواية الجيش الإسرائيلي المتطورة في مثل هذه الحالات بمزاعم تروجها حسابات مؤيدة لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي.
وإذا كان البعض قد لاحظ نمطًا من التعتيم على مر السنين، فهناك أيضًا شك في أنه يخدم هدفًا أوسع؛ يتمثل في تعكير صفو التحقيق عند بدئه، وفق الصحيفة.
وقالت إنه عندما يُجري الجيش الإسرائيلي تحقيقًا، برعاية مكتب المدعي العام العسكري، غالبًا ما تكون النتائج غامضة ونادرًا ما تُفضي إلى توجيه أخطر الاتهامات.
ووفق تحليل أجرته منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "يش دين"، نُشر العام الماضي، فإن الآلية التي أنشأتها هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي للتحقيق في جرائم الحرب المحتملة مُصممة للتهرب من المسؤولية، مع إعطاء انطباع بوجود عملية جارية.
واختتمت الصحيفة مقتبسة حديث الصحفي عاموس هاريل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، حيث قال إن "كل هذه المناورات التصويرية حول حادثة المسعفين قد تُخفي حقيقةً أكثر قسوة؛ أن جميع الفلسطينيين في غزة، بمن فيهم المدنيون، يُنظر إليهم على أنهم تهديدٌ يجب مواجهته بقوةٍ مميتة".
وقبل بضعة أيام، عُرض فيديو يُظهر قائد كتيبة يتحدث إلى جنوده عشية عودتهم إلى القطاع، قائلًا: "كل من تُصادفه هناك هو عدو؛ إذا حددته، فستقضي عليه".