أكدت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى، أن هناك مجموعة من الخطوط العريضة المحيطة بعمل القوات الأممية التي ستشكل من دول عربية وغربية، للتمركز في قطاع غزة ومحيطه، تحت مظلة حفظ الأمن ومنع أي عوامل تهدد غزة بالحرب مرة أخرى.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه القوات سيكون من أدوارها، تنسيق الدخول والخروج من المعابر، الإشراف على دخول المساعدات الإنسانية والغذائية التي تمر من المنافذ ووضع آليات دخولها.
وأفادت المصادر أن من المهام المتفق عليها للقوات من جانب الدول الأساسية المشاركة، ضمان وقف إطلاق النار ووضع خطوط فاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل والتمركز عليها في نقاط ثابتة ودوريات متحركة، بجانب التواجد في نقاط حدودية محيطه بقطاع غزة، وسيكون لتلك القوات مراكز رئيسية في مدن القطاع.
وبحسب المصادر فإن من دور هذه القوات، التنسيق بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي في أمور أمنية ولوجيستية، ورصد أي مخالفات تحمل اعتداءات أو تهريب سلاح، ومراقبة السواحل في قطاع غزة؛ منعاً أيضاً لأي عمليات تهريب للسلاح أو تسلسل أشخاص.
وستعمل القوات الأممية، على حد قول المصادر على ضمان توصيل المساعدات بشكل لا يسمح لأي فريق أو جهة الاتجار فيها أو منعها عن السكان، وضمان ذهابها إلى كافة النقاط في القطاع والتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في ذلك.
وبينت المصادر أن من ضمن مهام تلك القوات، مراقبة خطوط التماس والتواجد في نقاط رئيسة بها ومنع أي أعمال عدائية متبادلة، بالإضافة إلى مهام مقترحة أبرزها أن يكون لها دور في تأهيل القوات الأمنية عملياً داخل القطاع، بجانب العمل على مساعدتها في القيام بدورها تدريجياً لحين تسلم القوات الأمنية الفلسطينية مهامها الكاملة.
فيما أوضح خبراء فلسطينيون، أن المناطق المتوقع تواجد القوات الأممية فيها معبر رفح لضمان حركة المدنيين والمساعدات، ومعبر كرم أبو سالم لمراقبة البضائع والعمال والتنسيق مع إسرائيل فضلاً عن المناطق العازلة التي تتضمن الشريط من بيت حانون شمالاً حتى خان يونس جنوباً.
ومن ضمن المواقع المتوقع تواجد القوات الأممية فيها محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، بالإضافة إلى ميناء غزة، وسط أدوار رقابة من القوات الدولية في المدن المكتظة بالسكان لمنع الاقتتال الداخلي، وأيضاً المناطق المهدمة الخالية من السكان لعدم استغلالها سلبياً على المستوى الأمني.
ومن أبرز الأدوار المنتظرة للقوات الأممية، ضبط العمل في مراكز الإيواء، مراقبة إجراءات تنفيذ وقف إطلاق النار.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن وجود قوات دولية في غزة أمر مهم للغاية، وهو ما نصت عليه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن ذلك يحتاج إلى ترتيبات مع الفصائل، وستكون حركة حماس صاحبة القوة على الأرض بشكل أو بآخر.
ذكر الرقب في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن القوات الدولية ستكون في المناطق الحدودية التي تفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غزة، على الشريط الحدودي بعمق كيلومتر واحد على أقل تقدير، مما يحتاج إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مع الوقت بشكل كامل، وألا يبقى موجوداً في القطاع.
وبين الرقب أن المناطق التي بحاجة إلى قوات دولية في البداية هي محور فيلادلفيا على الشريط الحدودي الذي يفصل بين غزة ومصر، والشريط الشرقي لقطاع غزة الذي يمتد من الحدود المصرية الفلسطينية وحتى مناطق بيت حانون، والحال ذاته في المنطقة الشرقية المعروفة باسم "نتساريم"، وكذلك في شمال غزة بما يربط بين غزة والمدن الإسرائيلية.
وأشار إلى أن ذلك يتطلب عدداً كبيراً جداً من القوات الدولية، مؤكداً أن مهام هذه القوات في المرحلة الأولى يجب أن تكون للفصل بين غزة والجيش الإسرائيلي، لتمكين المواطن الفلسطيني من الشعور بالاستقرار، حتى يساعد ذلك في استرداد الأمن بشكل كامل في القطاع ، وبالتالي تحقيق الاستقرار الكامل مع الوقت ونجاح مهام هذه القوات.
واختتم الرقب تصريحه بالتأكيد على أن نجاح القوات الدولية يحتاج إلى تعاون الفصائل الفلسطينية، كما يجب أن يسهل الجيش الإسرائيلي مهامها، وقد تكون دوريات مشتركة من القوة الدولية مع الإسرائيليين والشرطة الفلسطينية التي ستُؤسس بعد ذلك.
وترجح الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، أن يكون معبر رفح هو أول موقع تشرف عليه قوات دولية حتى يتم ضمان حركة المدنيين والمساعدات، وسط حديث عن دور مصري أوروبي مشترك في هذا الإطار، وقد يكون بمشاركة عدد من قوات الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأضافت حداد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من أهم المناطق المنتظر تواجد القوات الأممية فيها، معبر كرم أبو سالم لمراقبة البضائع والعمال والتنسيق مع إسرائيل فضلاً عن المناطق العازلة التي تتضمن الشريط من بيت حانون شمالا حتى خان يونس جنوبا، المتاخم لحدود إسرائيل التي تسيطر على 53% من القطاع، وذلك حتى لا يكون هناك احتكاك مستقبلاً بين الجيش الإسرائيلي والفصائل داخل غزة.
وأوضحت أن من المناطق التي قد تتواجد فيها هذه القوات، محور فيلادلفيا على الحدود الفلسطينية المصرية، بالإضافة إلى ميناء غزة، لافتة إلى أن هناك حاجة إلى رقابة من القوات الدولية في المدن المكتظة بالسكان لمنع الاقتتال الداخلي في ظل وجود مشاكل بين بعض الفصائل، وأيضا المناطق المهدمة الخالية من السكان لعدم استغلالها سلبيا على المستوى الأمني.
وأشارت حداد إلى أن القوة الدولية بحاجة إلى تفويض أممي حتى يكون لها ولاية قانونية، في ظل وجودها المتعلق أيضا بضرورة ملء فراغ الأمن ووقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين، لحين بناء القوات الأمنية، إذ سيتم العمل على تدريب 10 آلاف فلسطيني لذلك.
واستكملت أن القوات الأمنية بحاجة إلى تمويل لتوفير اللوجستيات، ومن أدوارها أيضا ضبط العمل في مراكز الإيواء، مراقبة إجراءات تنفيذ وقف إطلاق النار، ولكن الأهم أن يكون هناك وجود فلسطيني عبر السلطة الوطنية حتى يتم الحفاظ على الكيان المعترف به من المجتمع الدولي داخل القطاع.