في ظل تصاعد التوترات بين تركيا وإسرائيل بشأن التطورات في سوريا، يرى محللون أن انخراط أنقرة المتزايد في البلد الذي مزقته الحرب لا يستهدف إسرائيل، بل يركز على استقرار الوضع السياسي والأمني في سوريا، والذي تعتقد تركيا أنه يؤثر بشكل مباشر على مخاوفها الأمنية الوطنية.
ويشير محللون إقليميون، بحسب صحيفة "المونيتور"، إلى أن هذه الأولويات لا تهدف إلى تحدي المصالح الإقليمية الإسرائيلية، بل إلى هدف أنقرة الأوسع المتمثل في استقرار سوريا وكبح التوترات الطائفية، سعياً للحد من المخاطر التي تعتقد تركيا أنها تهدد أمنها القومي.
وأهداف تركيا الدفاعية في سوريا تشمل خصوصا ضمان الاستقرار في البلاد بعد سقوط الأسد، بما يخدم مصالح أنقرة الرئيسية: القضاء على التهديد المستمر لداعش، وتقليل الأهمية الاستراتيجية لقوات سوريا الديمقراطية في نظر القوى الغربية.
ويعتقد عمر أوزكيزيلجيك، الخبير في الشؤون السورية والزميل غير المقيم في مشروع سوريا في المجلس الأطلسي، أن الاستخدام التركي المحتمل لقاعدة تياس يهدف في المقام الأول إلى مكافحة تنظيم داعش.
وقال أوزكيزيلجيك: "تتطلب منطقة صحراء البادية قدرات مراقبة جوية واسعة، وهو ما لا تمتلكه دمشق؛ لذا ستساعد تركيا دمشق بنشر طائرات بدون طيار في قاعدة تي فور الجوية"، في إشارة إلى مساحات شاسعة من الصحراء الجنوبية حيث يُعتقد أن فلول داعش تعيد تنظيم صفوفها.
وأضاف: "تفعل تركيا هذا لأن داعش يُشكل تهديداً حقيقياً، وتريد إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا وقطع علاقتها بقوات سوريا الديمقراطية".
وبحسب "المونيتور" تقود أنقرة جهوداً لتشكيل تحالف إقليمي يضم العراق ولبنان والأردن وسوريا ليحل محل التحالف الأمريكي مع قوات سوريا الديمقراطية لمواجهة داعش في سوريا.
وأشار خبير دفاعي تركي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن استراتيجية تركيا الدفاعية والأمنية تجاه سوريا لم تتغير كثيراً منذ سقوط نظام الأسد: "الحفاظ على وحدة البلاد والتأكد من سيطرتها على أراضيها السيادية".