logo
العالم العربي

إعلام عبري: مصالح مشتركة بين تل أبيب وحماس تعطل اتفاق غزة

قطاع غزةالمصدر: رويترز

رصدت صحيفة عبرية ما قالت إنه "مصلحة مشتركة" بين حركة حماس وإسرائيل في تعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن طموحات الإدارة الأمريكية الكبيرة لمستقبل غزة، تصطدم يوميًا بواقع متفجر على الأرض، يزداد رسوخًا مع حالة اللامبالاة الشديدة من جانب حركة حماس وبنيامين نتنياهو تجاه الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستتطلب تنازلات من كلا الجانبين.

ولا يرغب نتنياهو في تقديم تنازلات، بموجب المرحلة الثانية من خطة غزة، تفرض عليه قبولًا بإعادة فتح معبر رفح في الاتجاهين المصري والغزي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة "الخط الأصفر"، بالإضافة إلى تقديم سلسلة من التنازلات لمليوني غزي، ومنها السماح بدخول مواد ذات استخدام مزدوج، مثل: الخرسانة والأسمنت والحديد، لغرض إعادة إعمار قطاع غزة.

أخبار ذات علاقة

إحدى نقاط "الخط الأصفر" في قطاع غزة

خبراء: إسرائيل حوّلت "الخط الأصفر" إلى "مصيدة موت" في غزة

وفي المقابل، تفرض المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية على حركة حماس، التخلي عن السلطة في قطاع غزة، لأول مرة منذ سيطرتها عليه بالقوة في عام 2007.

بالإضافة إلى نزع سلاح الحركة، آلاف بنادق الكلاشينكوف، والرشاشات، وبنادق القنص، وقذائف الهاون، ومئات الصواريخ، والعديد من العبوات الناسفة، وقبل كل شيء، أصولها العسكرية الرئيسة، قواعد عسكرية واسعة النطاق تحت سطح الأرض، تمتد إلى عدة كيلومترات، لم يكتشفها الجيش الإسرائيلي بعد، ولا يزال بعضها موجودًا بالفعل في "الخط الأصفر".

ووفقًا للصحيفة العبرية، يرصد الجيش الإسرائيلي من منطقة "الخط الأصفر" واقعًا "سرياليًا" في الجانب الغربي من قطاع غزة، يسيطر فيه آلاف المسلحين من حركة حماس على كل تفاصيل المشهد.

وتصف مصادر مطلعة على مناقشات التخطيط بين الفرق الأجنبية في المقر الأمريكي المستقبلي لغزة، الذي أُنشئ في "كريات غات"، حالة من المماطلة من جانب إسرائيل و حركة حماس.

ويشارك ضباط الجيش الإسرائيلي بشكل كامل في تفاصيل الخطط التي يجري العمل عليها، بدءًا من إزالة ملايين الأمتار المكعبة من مخلفات البناء، وصولًا إلى وضع المخططات التفصيلية لإنشاء أحياء فلسطينية جديدة، مبدئيًا على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأصفر".

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي خلال تحديد الخط الأصفر في غزة

"الخط الأصفر" خال من السلاح.. إسرائيل تعلن السيطرة على 52% من قطاع غزة

وعلى سبيل المثال، علمت "يديعوت أحرونوت" بأن المناقشات بدأت ليس فقط حول الشركات التي ستتعامل، على ما يبدو على حساب دافع الضرائب الإسرائيلي، لإزالة كميات هائلة من مخلفات البناء من قطاع غزة، وإنما لإزالة كميات ضخمة من الأنقاض التي خلفها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشاسعة (على الأرجح من قبل شركة أمريكية متخصصة في هذا المجال)، كشرط إضافي لأي بدء لمشاريع إعادة الإعمار.

وبحسب مصادر مطلعة على ما يجري في المقر الرئيس بـ"كريات غات"، تجري المناقشات في هذا الشأن ولكن ببطء بالغ، لا سيما من الجانب الإسرائيلي.

ولا تظهر حماس في المقابل أي مؤشرات على التخطيط لنزع السلاح، حتى ولو كان ذلك بشكل رمزي أمام الكاميرات، بل تماطل في عملية البحث عن جثة آخر رهينة إسرائيلي في القطاع، والذي كان مقررًا عودته هذه الأيام مع تحسن الأحوال الجوية في القطاع.

وعزت الصحيفة العبرية "تقاعس إسرائيل" في التقدم نحو المرحلة الثانية من خطة غزة، إلى ما وصفته بـ"حقيقة عودة معظم الرهائن، لا سيما الأحياء إلى منازلهم".

وأوضحت أن الخطوة خففت عبء إسرائيل إزاء التحرك نحو مستقبل غزة دون حركة حماس.

ووفقًا لتقديرات إسرائيلية، تمارس حماس هي الأخرى فعل المماطلة من خلال إدارة كافة التفاصيل في غزة، إذ يتصرف قادة الحركة مثل مطلوبين للعدالة، ويديرون عناصر حركة حماس من الأنفاق، بينما تعمل الرتب الأدنى فوق سطح الأرض، ولكن تحت غطاء مدني وفي مهام داخلية أكثر.

إذ تتزايد أسبوعيًا نقاط تفتيش حركة حماس في جميع أنحاء المناطق الشاسعة الخاضعة لسيطرتها، من جباليا إلى أجزاء من رفح؛ وتقوم شرطة حركة حماس بدوريات يومية لإظهار مدى فرض السيطرة؛ وتعود المزيد من الإدارات البلدية في قطاع غزة إلى العمل، رغم الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية جراء الحرب.

وترى إسرائيل أن صمت حركة حماس على اغتيال الرجل الثاني في الحركة رائد سعد قبل 8 أيام، لا ينطوي على مؤشرات إيجابية، وتؤكد أنه "لن يتحرك مسؤول من مقعده إذا ردت حركة حماس على عملية الاغتيال".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC