الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم العربي

سميح المعايطة: الأردن قادر على مواجهة "جنون" نتنياهو بحلم إسرائيل الكبرى

سميح المعايطة: الأردن قادر على مواجهة "جنون" نتنياهو بحلم إسرائيل الكبرى
سميح المعايطة
14 أغسطس 2025، 6:09 ص

قال وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، تشكّل فكرًا عدوانيًّا في سياق تحريض مستمر على الأردن.

وفي حوار مع "إرم نيوز" حول تداعيات هذه التصريحات على العلاقة الأردنية مع إسرائيل، قال المعايطة إن الأردن دولة قوية وليس دولة كرتونية، وقادر على مواجهة الجنون الإسرائيلي، حتى وإن ذهب لأي مرحلة من مراحل الجنون، تحت أي فكر سواء بالتهجير أو أحاديث إسرائيل الكبرى.

وقال نتنياهو في مقابلة مع قناة (i24) الإسرائيلية: "أشعر بأني في مهمة تاريخية وروحية ومتمسك جدًّا برؤية إسرائيل الكبرى".

 وجرى استخدام هذه الفكرة بعد حرب الأيام الستة في يونيو/حزيران عام 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية، وقطاع غزة، وأجزاء من الأردن وشبه جزيرة سيناء في مصر، ومرتفعات الجولان في سوريا.

أخبار ذات علاقة

وزارة الخارجية الأردنية

"أوهام عبثية".. الأردن يرد على نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"

 وتاليًا نص الحوار:

كيف تقرأ تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى" وتعلمون أن هذا المشروع يرُوج على أنه يضم أجزاء من الأردن ومصر؟

مسألة إسرائيل الكبرى والفكر المتطرف لنتنياهو ليست بجديدة، وهو فكر يُروَّج منذ عشرات السنين، وله تيارات مساندة في إسرائيل من قادة الفكر المتطرف، سواء في الليكود أو من خلال تحالفات نتنياهو مع أحزاب عنصرية.

والأمر ليس بجديد، وهو فكر يتبناه نتنياهو وتحدث عنه في كتابه "مكان تحت الشمس"، وبالتالي لا نتفاجأ من هذا الحديث، رغم أن هذا الفكر تغيّر عند الكثير من الإسرائيليين ويلقى في المقابل حاضنة لدى مكونات متطرفة.

هل ترى في هذه التصريحات تهديدًا مباشرًا للأردن؟ وكيف تنظر لمستقبل العلاقة الأردنية الإسرائيلية؟

الأردن دولة تدرك تكوين وتفكير الطرف الإسرائيلي، ولكن لا يوجد تهديد مباشر، فالمسألة لا تحمل تهديدًا للأردن بقدر ما تحمل تهديدًا للمنطقة بشكل عام عبر محاولات التمدد الإسرائيلي الجغرافي.

 وإسرائيل ليست إلهًا، وليس ما يفكر فيه نتنياهو وغيره قدَرًا لا يُرد، فهذا تفكير سياسي لكيان محتل، ورأينا تجاربه مع الأردن في معركة الكرامة، وتجاربه في فلسطين بالضفة وفي غزة، وعليه، ليس كل ما يقوله نتنياهو هو مشاريع ستطبق مباشرة.

والأردن يدرك أن هنالك أحزابًا متطرفة، وأن نتنياهو محرّض على الأردن خلال السنوات الماضية كلها، والمملكة تتعامل بمنطق السياسة الذي يقول إننا نتعامل وفق الاتفاقات الموجودة ووفق معطيات الواقع، وليس وفق الفكر، رغم خطورته، ورغم الإدراك بأن هناك من يحمله ويتبناه داخل الاحتلال الإسرائيلي.

كيف تؤثر فكرة "إسرائيل الكبرى" في مفاهيم السيادة الوطنية وحدود الدول في المنطقة، خاصة الأردن؟

فكرة إسرائيل الكبرى فكرة عدوانية، لكن الدول لديها ثقة بقدراتها، وهنا نتحدث عن الأردن ومصر، فهما لن يقفا عاجزين بانتظار مخططات نتنياهو، ولديهما قدرات وأوراق وعلاقات وجيوش وشعوب، وبالتالي يفترض أن نتعامل بثقة كافية بأنفسنا، وأن يكون لدينا إدراك لقدراتنا، رغم العدوانية في الفكر الإسرائيلي.

وإسرائيل التي يتحدث متطرفوها بهذا الفكر لديها أيضًا مصلحة في العالم وفي الجغرافيا المحيطة بها؛ ما يعني أنها لا تملك القوة المطلقة بحيث تستطيع فرض إيقاعها على الجميع، ونحن رأينا في غزة أنها لم تستطع الوصول إلى كل أهدافها رغم الفوارق.

بالمحصلة، الأردن يؤمن بقدراته وعلاقاته وحضوره وبمقدرته في إدارة الأزمات، ويتعامل بمنطق السلام ووجود معاهدة مع الجانب الإسرائيلي، وعلينا الإدراك أن هناك عالمًا آخرَ موجودًا غير إسرائيل.

 والأردن دولة قوية وليس دولة كرتونية، وقادر على مواجهة الجنون الإسرائيلي حتى وإن ذهب لأي مرحلة من مراحل الجنون تحت أي فكر سواء بالتهجير أو أحاديث إسرائيل الكبرى.

هل ترى في هذه التصريحات عودة إلى فكرة "الوطن البديل" للفلسطينيين في الأردن؟ وما الرد المناسب على هذا الطرح؟

فكرة إسرائيل الكبرى مختلفة عن فكرة الوطن البديل، فإسرائيل ليست مشغولة بإيجاد حل للفلسطينيين، بمعنى أين يقيمون وما هي دولتهم.

والأردن في مسألة الوطن البديل موقفه واضح وحازم جدًّا، وحتى لو ذهبت إسرائيل في لحظة ما إلى فكرة تهجير من الضفة الغربية، فالأردن موقفه واضح لدى الجميع بأنه يتعامل مع الأمر باعتباره إعلان حرب.

والمسألة ليست أننا نقف قابعين في الأردن بانتظار ما سيقرره نتنياهو علينا، هو يفكر كما يشاء ويتحدث كما يشاء، لكن في نهاية المطاف الأردن دولة لديها اعتباراتها وأدواتها بالتعامل.

كيف يمكن استثمار العلاقات الأردنية مع الولايات المتحدة وأوروبا لمواجهة الخطاب الإسرائيلي التوسعي؟

مسألة استثمار الأردن لعلاقاته مع الولايات المتحدة وأوروبا ليست بجديدة ولا علاقة لها بتصريحات نتنياهو، فعلاقات الأردن مستمرة لخدمة القضية الفلسطينية ومشروع الدولة ووقف العدوان على غزة وأن تكون الأراضي الفلسطينية لعام 1967 للفلسطينيين كما تنص قرارات الشرعية الدولية، وعندما نتحدث عن ذلك فهذا يعني ضمنيًّا فكرًا مناهضًا ونقيضًا لفكرة إسرائيل الكبرى.

وعليه، فالأردن يسعى دومًا لحماية سيادته وحدوده وجغرافيته، إضافة لسعيه الاستباقي لخدمة القضية الفلسطينية، وعندما تكون الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 أرضًا للفلسطينيين فهذا بالتأكيد يعني عدم وجود لإسرائيل الكبرى، وعدم وجود لفكرة الوطن البديل، وهذا ما يسعى إليه الأردن ويعمل عليه بكل جد واجتهاد خلال العقود الأخيرة.

أخبار ذات علاقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تصريح غير مسبوق.. نتنياهو يتبنى حلم "إسرائيل الكبرى" (فيديو)

 هل تعتقد أن اتفاقيات السلام (مثل وادي عربة) أصبحت مهددة في ظل هذا النوع من التصريحات؟

الأردن دولة تؤمن بالسلام الحقيقي إيمانًا كاملًا، وهذا التزام ليس فقط مع إسرائيل بل مع الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيين، وهو سلام ننظر إليه بوصفه يعطي للفلسطينيين حقوقهم ويضمن ويحمي سلامة الأردن وحدوده وحقوقه.

وإسرائيل لديها مصالح كبرى في موضوع معاهدة السلام مع الأردن، فنحن لدينا حدود طويلة مع فلسطين، وفي حال ذهبت إسرائيل لأي خيارات مجنونة أو عدوانية، بالتأكيد فإن الأردن لن ينظر للسلام كهدف، بل كأداة لحفظ حقوقه، وسيذهب لمسارات أخرى تراعي أولوية مصالحه وأمنه واستقراره.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC