logo
العالم العربي

سياسي سوداني: تمسك بورتسودان بالحل العسكري يضعها في مواجهة مباشرة مع واشنطن

الأمين العام لحركة "العدل والمساواة" أحمد تقدالمصدر: وسائل إعلام سودانية

قال الأمين العام لحركة "العدل والمساواة" السودانية، أحمد تقد، إن القلق  الأمريكي المتصاعد حيال الخطاب العسكري الصادر عن قيادة قوات بورتسودان، يعكس خشية دولية حقيقية من انزلاق الأزمة نحو مسارات تصادمية تُجهض فرص أي حل سياسي.

وأكد تقد، في حوار مع "إرم نيوز"، أن توقيت التحذيرات الأمريكية يحمل دلالات سياسية مهمة؛ إذ ترى واشنطن أن لغة التصعيد وفرض الشروط المسبقة تمثل تهديداً مباشراً لجهود "الرباعية الدولية" والمبادرات الرامية لوقف الحرب. 

وأشار القيادي السوداني إلى أن استمرار هذا النهج العسكري قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى تفعيل أدوات ضغط أشد صرامة ضد الأطراف المعرقلة، بهدف إرغامها على العودة إلى طاولة المفاوضات.

أخبار ذات علاقة

قائد قوات بورتسودان عبدالفتاح البرهان

واشنطن تعرب عن "قلقها البالغ"من تصريحات قائد قوات بورتسودان

وفيما يلي نص الحوار:

*ما الدلالات السياسية لتزامن توقيت التصريحات الأمريكية القلقة مع تصاعد الخطاب العسكري الصادر عن قيادة قوات بورتسودان؟

من الملاحظ أن قوات بورتسودان ومنذ اندلاع الحرب، ظلت تبحث عن محاولات للهروب من الواقع؛ إذ كلما لاحت في الأفق محاولات جادة لحل المشكلة عبر العديد من المنابر التي تقدمت بمبادرات، نجد أن عبد الفتاح البرهان يحاول بدوره الهروب والبحث عن خيارات أخرى غير المطروحة.

وقد ظهر ذلك بوضوح عند خروج وفد بورتسودان من دون مقدمات موضوعية من أول مبادرة لحل النزاع عبر منبر جدة، ثم في الإيغاد وما تلاهما من مبادرات، وخلال تلك المدة اتسمت خطابات البرهان بالقطيعة وتفادي الجلوس لحل المشكلة، بما في ذلك مبادرة الرباعية الأخيرة؛ إذ سخّر العمليات العسكرية والأمنية باعتبارها الحل من وجهة نظره، وهو ما ينسجم مع رأي الحركة الإسلامية وموقفها الرافض لأي تسوية سياسية؛ لأنها ستخرجها من الحكم وتحمّلها مسؤولية إشعال الحرب، لذلك ظل خطابها رافضاً لأي حل.

وبناءً على ذلك، من حق الإدارة الأمريكية أن تشعر بالقلق؛ لأن خطابها المباشر يرتكز على البحث عن حل سياسي سلمي ومتفاوض عليه، ورفض أي محاولات لفرض حلول عسكرية، لا سيما وأن خطاب البرهان الذي قدّمه يصطدم مباشرة مع الخارطة التي قدمتها الرباعية بتوافق ودعم دولي وإقليمي.

*كيف يمكن لتشديد الإدارة الأمريكية على رفض الحلول العسكرية أن يؤثر في مواقف الأطراف الإقليمية المنخرطة في الأزمة السودانية؟

هناك لاعبون كثر في الصراع الجاري في السودان، بينما تراهن بورتسودان على الدعم المتواصل من جانب بعض هؤلاء اللاعبين؛ وهو ما يفسر أيضاً رفضها لأي تسوية سلمية، وفي الوقت ذاته، استبشر الرأي العام السوداني خيراً بمبادرة الرباعية، غير أن موقف وخطاب البرهان وداعميه أثبت أنه ما من أفق للحلّ حالياً، ومع ذلك فإن الدول الراعية لهذا الموقف ستجد نفسها في النهاية في مواجهة مباشرة مع موقف الإدارة الأمريكية المتشدد تجاه الخيارات العسكرية.

*إلى أي مدى يعكس القلق الأمريكي تخوفاً من فشل المسارات الدبلوماسية، في ظل إصرار قوات بورتسودان على فرض شروط مسبقة لأي هدنة؟

من حق الإدارة الأمريكية أن تعبّر بهذه اللهجة وترسل رسائلها؛ لأن موقفها يرتكز على وقف الحرب والبحث عن وسائل سلمية، في الوقت الذي تستمر فيه بورتسودان في البحث عن الخيارات العسكرية والأمنية، وهذا الموقف يصطدم بما جاء في خارطة الرباعية المدعومة أمريكياً، كما يتعارض مع الجهود الكبيرة التي يقوم بها مساعد الرئيس الأمريكي، مسعد بولس لحل الأزمة في السودان.

ومع ذلك، من المستبعد أن تتمكن الجهود الأمريكية والإقليمية من إجبار الحركة الإسلامية في السودان على قبول الخارطة المقدمة من الرباعية، خاصة وأن الحركة متمسكة ببقائها وتراهن على إمكانية انتصار قوات بورتسودان على "الدعم السريع" باعتباره الخيار الوحيد لديها، لذلك ترفض أي جهود تهدف لوقف الحرب أو فرض تسوية سياسية.

لذلك من حق الإدارة الأمريكية أن تقلق وأن تبحث عن خيارات أخرى تدفع الحركة الإسلامية وقوات بورتسودان للقبول بفكرة الجلوس إلى التفاوض والبحث عن حوار عبر مبادرة الرباعية وما ورد في بيانها.

أخبار ذات علاقة

عبد الفتاح البرهان

البرهان يكسر وساطة "الرباعية" ويتمسّك بخيار الحرب في السودان

*هل تمثل التصريحات الأمريكية محاولة لإعادة توجيه مسار الأزمة نحو التفاوض، أم أنه مؤشر على تراجع صبر واشنطن تجاه التصعيد الميداني؟

لا شك أن الإدارة الأمريكية بذلت جهوداً كبيرة؛ إذ أجرت اتصالات واسعة، وفرضت عقوبات، واتخذت إجراءات دبلوماسية، وشاركت في الكثير من المنابر التفاوضية، ووضعت خطة للحل اصطدمت بتعنت بورتسودان الرافض لأي تسوية، ومن هذا المنطلق تمثل التصريحات الأمريكية محاولة لإرسال رسائل مباشرة للبرهان ومن يقف خلفه بأن الإدارة الأمريكية متمسكة بخيار الحل السلمي المتفاوض عليه.

وفي الوقت ذاته، فإن السلوك المعاند للبرهان ومن معه يثير تساؤلات عن مدى جدية هذه المجموعة في البحث عن حلول؛ الأمر الذي سيدفع الإدارة الأمريكية إلى مراجعة حساباتها وسياستها والبحث عن المزيد من أوراق الضغط لتغيير هذا الموقف؛ وهو ما يعكس توجهاً نحو تصعيد أمريكي مباشر مع حكومة بورتسودان والحركة الإسلامية.

وقد بدأت الإدارة الأمريكية في اتخاذ بعض الإجراءات، من بينها تصنيف الحركة الإسلامية وواجهاتها في السودان كـ"مجموعات إرهابية"، إلى جانب فرض عقوبات؛ وهو تحوّل واضح في نبرة واشنطن واستعدادها لاستخدام أدوات ضغط أشد للوصول إلى حل سياسي حقيقي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC