الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشفت دوائر سياسية وأمنية في تل أبيب عن عزم إسرائيل التراجع عن التزاماتها بشأن المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غزة، بعد تسلم جثة آخر رهينة إسرائيلي في القطاع.
وتعتبر إسرائيل أن التزامها ببنود الخطة "كابوس مزدوج" يمكنه تفكيك ائتلاف اليمين الإسرائيلي من الداخل، ويمنح حماس البقاء في القطاع، ويحول دون نزع سلاحها، بحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن المستوى السياسي والعسكري في تل أبيب يعكف حاليًا على بلورة "خطة الانتظار"، التي تدعو في مجملها إلى التريُّث، وتفادي الصدام مع إدارة ترامب، والتعويل في المقابل على فشل تطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب على أرض الواقع.
وعلى الصعيد الأمني، وفقًا لما تسوق له إسرائيل، تثبت التجارب السابقة أنه "في كل مرة نبرم فيها اتفاقًا يعتمد على مبدأ "نُعطي أولًا ونحصل لاحقًا"، يصبح الطرف الآخر هو الرابح والأقوى".
أما على الصعيد السياسي، "فتبدو الموافقة على كل خطوة في المرحلة الثانية من خطة ترامب، كأنها "قبلة حياة لحماس"، وقد يقود ذلك إلى تفكيك الكتلة اليمينية من الداخل".
وأمام تراجع إسرائيلي واضح عن التجاوب مع المرحلة الثانية من خطة ترامب، تعكف دوائر سياسية وأمنية في تل أبيب على صياغة "خطة تكتيكية"، تفضي بنودها إلى تفادي قطع العلاقات مع واشنطن، والحيلولة في المقابل دون رفض خطة ترامب رفضًا قاطعًا عبر تمرير رسائل بـ"عدم التسرع".
وتقول الخطة الإسرائيلية صراحة: "دعوا التحرك الأمريكي يبدأ، ولا تكونوا أنتم من يعرقله، وراهنوا على فشله عند تطبيقه على أرض الواقع".
ويؤكد الافتراض السائد لدى المستوى السياسي، وفي المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية أنه "من الصعب توفير دول توافق على إرسال جنود إلى قوة استقرار من المفترض أن تعمل بين حماس والجيش الإسرائيلي، كما أن المصريين والأردنيين ليسوا في عجلة من أمرهم للتطوع، بينما تكتفي الدول الأوروبية بالشعارات، وليس بالكتائب".
ووفقًا للتصور الإسرائيلي الرامي إلى تفجير خطة ترامب فإنه "حتى أذربيجان، التي كان يُنظر إليها على أنها دولة قالت "نعم" بالفعل للمشاركة في القوة الدولية، فإنها لا تبدو حريصة على التدخل وإرسال جنود إلى غزة".
وترى تل أبيب أنه "إذا لم يتم إنشاء آلية متعددة الجنسيات على النطاق المطلوب، وإذا تعثرت عملية إعادة الإعمار في بدايتها، فسيكون بإمكان إسرائيل، في مرحلة لاحقة، أن تقول لترامب: لقد حاولنا، لكننا لم ننجح. فلنتحدث الآن عن بديل يتناسب مع ما يحدث فعلًا على أرض الواقع".
وتتوقع إسرائيل خيبة أمل أمريكية وإقليمية من مناورتها السياسية المرتقبة في غزة، واستشهدت على ذلك بتأكيد سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي، مساء أمس الثلاثاء: "آمل عودة جثة آخر رهينة إسرائيلي في قطاع غزة خلال الـ 24 أو 48 ساعة القادمة".
واعتبرت صحيفة "معاريف" أن جملة هاكابي المختزلة، كشفت النقاب عما يشغل بال واشنطن هذه الفترة، إذ يؤشر ذلك على أن "عودة جثة آخر رهينة ليست نهاية مرحلة، بل بداية التزام بالانتقال إلى المرحلة التالية".
وترى واشنطن، خلافًا لمناورات إسرائيل أن عودة آخر جثة، ليست مجرد لفتة أخلاقية، بل هي شرط رسمي: إغلاق المرحلة "أ" وفتح المرحلة "ب"، إذ تتوقع واشنطن من هذه اللحظة فصاعدًا، توقف حديث إسرائيل عن ترديد عبارة "بعد أن نعيد الجميع إلى إسرائيل".